مسرح الهواه

اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مسرح الهواه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسرح الهواه

اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مسرح الهواه

مسرح الهواه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مسرح الهواه

منتدى مسرحى ومنتدى دينى وادبى ومنتدى القلوب الحزينه وموضوعات عامه

مجموعات Google
اشتراك في القلب الحزين
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة
 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

المواضيع الأخيرة

» عزاء واجب
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالخميس مايو 26, 2011 2:12 am من طرف الكينج

» عزاء واجب
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالخميس مايو 26, 2011 2:10 am من طرف الكينج

»  * تستعد فرقه المسرحجيه لعرض مسرحيه طريق الخلاص اعداد واخراج عادل جمعه *
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأحد أبريل 03, 2011 12:47 am من طرف الكينج

» المخرج عادل جمعه
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالسبت أبريل 02, 2011 3:23 am من طرف الكينج

» لحظات فى عيون شهداء 25 يناير بقلم / حسين محمود
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأحد مارس 06, 2011 1:06 am من طرف الكينج

» سجين نفسى (( اهداء للصحافة الاعلام المصرى ))
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأحد مارس 06, 2011 1:04 am من طرف الكينج

»  يوم الثورة
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأحد مارس 06, 2011 1:01 am من طرف الكينج

» .. الخلطة السرية للوصل الى الديمقراطية
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأحد مارس 06, 2011 12:59 am من طرف الكينج

» النقد المسرحى و مسرح الهواة
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:57 pm من طرف الكينج

» «مملكة النمل».. يكشف القضية الفلسطينية
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:50 pm من طرف الكينج

» مسرح الهواة.. الاستراتيجية والمنهج
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:47 pm من طرف الكينج

» الشافعي يعيد "جمال عبد الناصر" مع "عشاق النيل"!
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:42 pm من طرف الكينج

» حاليا على مسرح قصر ثقافة السلام
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 12:14 am من طرف الكينج

» حصرياً - فيلم الكوميديا الرائع ( سمير وشهير وبهير ) نسخه جديده ts.hq أفضل وضوح - بحجم 200 ميجا - وعلى أكثر من سيرفر
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 4:04 pm من طرف الكينج

» بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:57 pm من طرف الكينج

» بإنفراد : نجم الكوميديا الأول أحمد حلمى و فيلم العيد الرهيب بلبل حيران . بجودة High CAM وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر .
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:54 pm من طرف الكينج

» حصريا .. أحدث ألعاب كرة القدم والتاكتيك . Fifa Manager 2011 بمساحة 2.4 جيجا فقط على أكثر من سيرفر
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:49 pm من طرف الكينج

» لعبة المتعة والاثارة .. Creatures Exodus نسخة فل ريب بمساحة 170 ميج فقط ..
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:46 pm من طرف الكينج

» لعبة الاكشن والمغامرات الرائعة :: Alien Breed 3 Descent Repack :: مضغوطة بحجم 353 ميجا فقط
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:42 pm من طرف الكينج

» مسرح الهواة
الخصوصية فى الثقافة العربية Emptyالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 12:59 am من طرف الكينج

مكتبة الصور


الخصوصية فى الثقافة العربية Empty

    الخصوصية فى الثقافة العربية

    avatar
    ????
    زائر


    الخصوصية فى الثقافة العربية Empty الخصوصية فى الثقافة العربية

    مُساهمة من طرف ???? الخميس يناير 14, 2010 8:43 pm

    الخصوصية في الثقافة العربية - مظاهر ضعفها والأخطار التي تهددها
    [size=12]ليس بخاف على كل من له عين بصيره ما تتعرض له الشخصية القومية العربية ، من محن ، وما تزال بالعرب من كوارث خلال القرن العشرين بدءاَ من حملات التتريك التي اندفع في تعميمها الطورانيون في أواخر عهد الخلافة العثمانية مروراَ بعمليات التشويه والتزوير التي أسس لهل عملاء المخابرات البريطانية بوجه خاص عندما نشروا جواسيسهم في الجزيرة العربية ، إلى معاهدة سايكس بيكو – ووعد بلفور ثم بظهور الدويلات الإقليمية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا ،والتي اكتسبت نمطاَ من الشرعية صار له حواريوه والمنافحون عنه والمؤد لجون له في أكثر من اتجاه ،وليس آخر ما جدَ على الساحة الثقافية العربية بعد ما حصل في حزيران (يونيو) 1967 – وما نتج عنه من حروب إقليمية وطائفية وصراعات أيديولوجية فقط تساقطت أوراق كثيرة ومعها كانت الثقافة العربية تنزف حتى أصبح المشككون بوحدتها يجدون الدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم ومراميهم لا يلاقي من المصاعب إلا الشيء اليسير 0 فتشتيت الثقافة العربية في قنوات تلتقي بجنح كل منها نحو غاية مغايرة للأخرى لم يعد شيئاَ مستتراَ 0 والهدف من ذلك تفشيل المشروع الوحدوي القومي العربي وإسقاطه 0‏
    [size=12]فما اتجاهات الانغلاق القطري وتحكيم المصالح المحلية وجعلها في الترتيب أسبق على المصلحة القومية ، والادعاء بالانفتاح على تيارات الثقافة العالمية والغرق فيها إلا بعض من أشكال الاعتداء الثقافي الذي يحل بأمة تتعرض لصنوف كثيرة ومتنوعة من عدوان يستهدف وجودها ذاته‏
    [size=12]مظاهر الضعف والتبعية في الفكر العربي المعاصر‏
    [size=12]ثمة ظواهر كثيرة يرى المرء أنها أحد أسباب تخلف الثقافة العربية وتبعيتها منها :‏
    [size=12]1- القطيعة في الفكر القومي العربي المعاصر : بدأت أفكار القومية العربية وما يتعلق بها من حديث عن النهضة العربية والانبعاث القومي وما إلى ذلك من مفاهيم ومبادئ منذ نهاية القرن التاسع عشر وتعاظم ظهور هذه الأفكار مع إشراقة القرن العشرين 0 استندت الدعوات القومية إلى ركائز تاريخية ولغوية ، ولكن أبرز ما اتصفت به هذه الدعوات وما ارتبط بها من حركات أنها جميعاَ كانت تبدأ من الصفر تقريباَ ترمي بكل ما جاء به معاصروها أو من سبقها بفترة زمنية ليست طويلة بقصد منها إلى البرهنة على صدقها وعلى أنها التي فيها البلسم والشفاء0‏
    [size=12]لا ينكر أحد ما لشخص مثل (ساطع الحصري ) من باع طويلة في التنظيم للفكر القومي وفي الدفاع عن العروبة والتأسيس لبحوث ودراسات في الفكر القومي والثقافة القومية وفي استشرق المستقبل ووضع التربية والكشف عن دورها في بناء الصرح القومي وفي تربية الأجيال على الفكر القومي العربي0‏
    [size=12]لكن الرجل أهمل وعومل من بعض دارسي فكره على انه ظاهرة منقطعة عما قبلها وما بعدها وفتش له عن مصادر لفكرة خارج إطار الاهتمام القومي0‏
    [size=12]ولم يكن الأمر مقتصراَ على الدعوات المعادية للوحدة العربية والقومية بل آن الحركات القومية ذاتها تناسته وركنت تراثه في زوايا مهملة0‏
    [size=12]ومن خلال تصنيفات غير دقيقة موضوعة في غير إطارها صنف رجل النهضة العربية بين عميل وسلفي وذي توجه إقطاعيي أو بورجوازي وغير ذلك 0‏
    [size=12]علماَ أن العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر والعقدين الأول والثاني من القرن العشرين كانت غنية بالأفكار والكتابات والممارسات النهضوية التي لم تقم أية مؤسسة رسمية أو غير رسمية في إنشاء مراكز للبحث في تلك الفترة الاستفادة من كتابات أولئك الرواد وأفكارهم في البحث عن أسباب تعثر نهضتنا أو( استشهادنا الثقافي ) كما يقول أحد الكتاب 0 فيما خلا ما صدر عن وزارة الثقافة في سورية من جمع كمية لا بأس بها من تراث تلك الفترة 0 ومع ذلك فإن تحليل تلك الكتابات ووضعها في سياقها أمر لا غنى عنه كي نتغلب على تلك الفجوات القاتلة في فكرنا القومي والاجتماعي ولنتخلص من وسائل الرقيع وملء الفراغان وفق اجتهادات شخصية أ اعتبارات قطرية أ وإقليمية أو مذهبية وغير ذلك وإلا فأين الأبحاث التي تناولت بالدرس والتحليل والنقد والتقويم كتابات عبد الرحمن الكواكبي وشكيب ارسلان والتراث الغني الذي تركاه ،إضافة لما خلفه اليازجيين وآل البستاني وسواهم مروراَ بساطع الحصري وعبد الرحمن الشهبند ر وغيرهم ممن تتعرض كتب التاريخ المدرسية لعد أسمائهم أحيانا دون أن تكلف نفسها إضافة نماذج أو نصوص مما كتبوه لإعطاء تلك الحقبة من الدرس والتحميص0 فبينما نجد لدى الصينيين والكوريين الجنوبيين وحدهم على سبيل المثال – أكثر من عشرين معهداَ متخصصاَ في التدريس والبحث والدراسة للوطن العربي وحدة نجد أن مثل هذا لا يعطي ما يستحق من الاهتمام في المكان الذي هو بحاجة إلى معرفة أكثر من أي مكان آخر0‏
    [size=12]ألم يكن في ما طرحه ألئك الرواد الأوائل من اللبنانيين في القرن التاسع عشر , إن في لبنان ، وإن في مصر بعد نزوحهم إليها ، ما يستحق الدراسة بخاصة وأن أكثريتهم قد التزمت بالمنهج العلماني في التفكير ، بغض النظر عن البواعث التي جعلتهم في الطرف النقيض لما أعلن في الدولة العثمانية عن فكرة الجامعة الإسلامية ؟ واللامركزية التي تمثلت في دعاوى الجامعات العربية وفيما خلفه الكواكبي من تراث فكري خاصة في كتابه( طبائع الاستبداد ) ومن بعده ( آم القرى ) ، لم تحفظ هي الأخرى إلا بالعرض فقط دون أن توضع في مكانها كمرحلة نضوج الوعي القومي العربي ، وعلى ما أظن فإن الكتاب الذي أصدرته اللجنة العليا لحزب اللامركزية تحت عنوان << المؤتمر العربي الأول—القاهرة 1913 >> لم تعد طباعته رغماَ عن هذا المجال 0 ومن بعد ذلك لم تلق المقالات التي دبجت عن الفكرة القومية في جريدة ( القبلة) الحجازية التي شارك في تحريرها عضوان من أعضاء مؤتمر باريس هما محب الدين الخطيب وفؤاد الخطيب ، من العناية أكثر من كتاب <<المؤتمر العربي الأول >> 0 وقد جاء في إحدى مقالات << أحمد شاكر الكرمي >> المنشورة في << القبلة >>:‏
    [size=12]<< الأمة العربية ترجع إلى أصل واحد وتتكلم بلغة واحدة وهذا من أهم دواعي اجتماع الأمم ، فهي إذا تملك من دواعي الاتحاد الطبيعية ما يجعلها مستعدة لقبول الدعوة إلى الجامعة العربية أتم الاستعداد>>(!).‏
    [size=12]وفي هذا الإطار نذكر الكتاب الهام الذي صدر باللغة الفرنسية للكاتب نجيب عازوري 1881 –1916 ) وعنوانه الكامل ((يقظة الأمة العربية في تركية الآسيوية إزاء وجود مصالح لكل من الدول الأجنبية والكرسي ا لرسولي والبطريركية المسكونية واشتداد التنافس فيما بينها >> ومؤلف الكتاب شخصيه أثير حولها نقاشات كثيرة في فترة ترجمة الكتاب إلى العربية التي تأخرت عدة قرون 0(2)‏
    [size=12]وقبل ذلك في كتاب ( جورج أنطونيوس )<< يقظة العرب >>(3) الذي صدر في لندن عام 1938 والتي يقول ( اسعد رزوق ) أنها أهملت الإشارة ( إلى الصراع الذي تراءى لنحيب عاز وري آتياَ لا محالة بين ظاهرة القومية العربية (العروبة) وبين المساعي‏
    [size=12]اليهودية الرامية إلى إنشاء دولة صهيونية في فلسطين )(4) نجد ذلك فيما كتبه عاز وري :‏
    [size=12]<< إن ظاهرتين هامتين ، متشابهتي الطبيعة بيد أنهما متعارضتان ، لم تجذبا انتباه أحد حتى الآن تتضحان في هذه الآونة الأخيرة في تركية الآسيوية، ، أعني يقظة الأمة العربية وجهد اليهود الخفي لإعادة تكوين مملكة إسرائيل القديمة على نطاق واسع ، ومصير هاتين الحركتين هو أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى 0 وبالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين هذين الشعبين اللذين يمثلان مبدأين متضاربين يتعلق بهما مصير العلم بأجمعه >>‏
    [size=12]أين من هذا ما نقرؤه من كتابات وتصريحات المهرولين بعد حوالي القرن من ظهور كتاب عاز وري ؟0‏
    [size=12]2 – البحث عن الذات خارج نموذج الفكر العربي :‏
    [size=12]ينطبق ذلك على الإصدارات الثقافية والخطابات الأيديولوجية " وإذ أنها كانت تبشر دوماَ بالمخلص الذي هو في نموذج الآخرين 0 لعل نموذجها الأول كان الغرب الأوربي الذي انخدع فيه الفكر العربي أملا فيه الخلاص من التخلف الذي سببه الحكم العثماني بشتى أساليب تسلطه ومحاربته لكل فكر تنويري وتعميمه لنموذج تسلطي متخلف مكابر معاد لكل ما هو معقول 0 وقد لاقت الثورة الفرنسية صدى حسنا في أذهان الفئة المتنورة وكذلك كان للثورة الأمريكية صداها 0 فإذ يجد العرب أنهم قد خدعوا بالسياسة الإنكليزية – والفرنسية ووقعوا في أحابيلها الظالمة يمم بعضهم وجهه شطر القارة الجديدة000‏
    [size=12]وقد تبلغ ذلك الانبهار بالنموذج الثقافي الذي ساد في هذين النموذجين من تمجيد العقل والعلم حتى غدوا لدى البعض صنمين، وأصبح هم الكاتب والمفكر أن يكثر من استخدام مفاهيم العلمية والموضوعية والعقلانية ، ولم يكن ذلك لديهم في معظم الأحيان سوى اهتمام بالشكل على حساب المحتوى وقفز فوق الواقع 0 وسرعان ما انتشر بين ظهراني‏
    [size=12]الثقافة العربية والفكر العربي متحزبون إلى هذا المذهب دون ذاك00 بل أن المفكر الواحد كل يوم يجدف بمجداف جديد 00وقد لا نقع على واحد من المشتغلين بالفكر يثير قضية من القضايا بهدف معالجتها معالجة جديدة أو إلقاء ضوء جديد عليها وإنما محاولات لقسر الواقع والتفتيش فيه عما تنطبق عليه نظرية أو فكر أو فلسفة مما أخذ عن النموذج المستورد00000‏
    [size=12]ففي مجال الفلسفة مثلا تجد لدى بعضهم من << تنم النظرة المعينة للفلسفة لديه- عن نزعة علموية ، أي تتخذ من المعرفة العلمية نموذجاَ لكل أنواع المعرفة ، فلا تقف من العلم موقفاَ نقدياَ بل يصير هو معيار لكل نقد 000(5)‏
    [size=12]وليس الانبهار بالنموذج السوفيتي إلا أحد أشكال الانبهار بالنموذج الغربي إياه 0فاصتنع الفكر الربي من تاريخية قطعها من سياق العام وفصلها عن نظريات هذا النموذج 00 فنجد في ثنايا هذا النتاج الفكري تعبيرات معاصرة يضفيها هذا الباحث أو ذاك على أنظمة أو حركات أو تصورات ماضية 0ألم يعد البعض ما اتصف به الخليفة الراشدي عمر ابن الخطاب من عدل وإصغاء للرأي الآخر أنه ديمقراطية مبكرة في التاريخ 00 وأن أبا ذر الغفاري هو أول الاشتراكيين بل أنه ماركسي قبل أن يولد ماركس بقرون ؟00 وانتشرت بيننا فلسفات متنوعة رصفت رصفاَ دون النظر إلى أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية وظروفنا وتاريخنا00 وكثرت المصطلحات ذات الصفة التقريرية وتجاوز بها البعض إلى ألفاظ تقويمية تفرض فرضاَ فجرى تصنيف الناس وفقاَ لها بين يمين ويسار ، وتقدمية ورجعية 0‏
    [size=12]ويمكن تلخيص موقف الفكر العربي المعاصر من الآخر ( النموذج الغربي )—وهو ما يطلق عليه الأستاذ( حسن حفني ) ظاهرة التغريب-بما يلي:‏
    [size=12]* اعتبار الغرب النمط الأوحد لكل تقدم حضاري ولا نمط سواه0‏
    [size=12]* اعتبار الغرب الإنسانية جمعاء وأوربا هي مركز الثقل0‏
    [size=12]* اعتبار الغرب المعلم الأبدي واللاغرب التلميذ الأبدي (6)0‏
    [size=12]قد استتبع التتلمذ على النظريات الغربية المنداة بنموذج تنموي دون آخر ، وإذ تخيب بعض النماذج الأمل ، لا يعاد النظر فيه وفق نظرة نقدية بل تنتقل التبعية إلى مركز آخر 0 وقد ظهرت في ساحة الفكر العربي دعوات إلى النموذج الصيني والنموذج الياباني وأحياناَ النموذج الكوري الشمالي 00‏
    [size=12]ولعل أخطر ما أصاب العقل العربي هو الحالة من عدم التوازن التي خلفها سقوط المنظومة الاشتراكية وما تبعها من حالات التداعي والانهيار والإعلان عن الانضواء إلى سلة الإمبريالية الأمريكية والتوجه بالآمال إليها على أنها المخلص الأوحد رغماَ عن تاريخها المشبوه والمعادي للعروبة بشكل خاص 000‏
    [size=12]فكأن ظاهرة التواكل قد أضحت مرضنا المزمن ونحن نطلب العون دائماَ من الخارج وكأن أوراق خلاصنا هي في أيدي غيرنا 0وقد كان علينا منذ البداية أن ندرك أن الأوراق << ليست في أيدي أمريكا ولا في الاتحاد السوفيتي 00 إن الأوراق في أيدينا>>(7)00‏
    [size=12]هذا البحث عن الذات خارج نموذجنا أدى بالمثقفين العرب بصورة عامة إلى الاستهانة بوحدة شخصية الأمة العربية في جو من الدعايات المجنونة لأنماط مستوردة وتابعة ، وآل ذلك إلى السقوط وإلى الضياع والتخلف وسيادة مفاهيم التنظيم القطعي الذي يستند إلى أمجاد من التطور السطحي والتنمية الفارغة من مضمونها الإنساني مستخدماَ ألوانا فاقعة يكرس حالة من التبعية والتخلف000‏
    [size=12]وكم كان حرياَ بنا أن نستقرئ النماذج الأخرى << لا كوصفة جاهزة إذا ما طبقناها نجحنا وإن لم نطبقها فشلنا ، بل كمنظور تاريخي يتيح لنا استشفاف التجربة التاريخية لدول سبقتنا في مضمار التنمية ورفع مستوى المعيشة للغالبية من سكانها 0‏
    [size=12]ومن خلال هذا الاستقراء نخرج بمنهج تحليلي نسلطه كالضوء الكاشف على واقعنا وتاريخنا << ونحاول من خلاله دراسة العوامل التي ما زالت تكبل الوطن العربي في واقع التخلف>>(Cool
    [size=12]3—القطيعة بين المؤسسات التثقيفية والاتصالية في الوطن العربي‏
    [size=12]هذه القطيعة ليست قطيعة بين مؤسسات هذا القطر ومؤسسات القطر الآخر فحسب بل هي قطيعة داخل القطر الواحد 0 كل يغني في واديه ،علاقات شبه مقطوعة أو هي مقطوعة بين مؤسسة وأخرى وبين قطاع وآخر ، التعليم الجامعي لا صلة له بالمجتمع على الغالب 0 الجامعات جزر في محيط إن وجدت لا تتعلق على الأغلب بمحتوى التعليم أو طرائقه، إنما هي علاقات توظف لصالح مكاتب وتلبي مطالبها ليس أكثر0000‏
    [size=12]يكاد يشكل المثقفون خليطاَ غير متجانس، إن من حيث محتوى الثقافة ،أم من حيث الثقافة أم من حيث تفاعلهم مع الثقافات المطروحة 0 مثقف سلفي يتصف سلوكه غالباَ بالانفعالية اعتاد ترديد الكليشهات الجاهزة من النصوص ، لا يخرج من النص ومن إطار تفسيرات عفا عليها الزمن0‏
    [size=12]يتجه السلفيون بكافة اتجاهاتهم الدينية والحزبية الأخرى – ليست السلفية مقصورة على اتباع الأيديولوجيات الدينية ، بل هناك سلفيون ماركسيون وقوميون –بشكل متزايد إلى الاستشهاد بالنصوص << من أجل حسم أية مشكلة فكرية، ويعكس منهج الاستشهاد اتجاها إلى التخويف 00 ويمثل نوعاَ من الإرهاب>>0(9)‏
    [size=12]ومن المثقفين من أعادت تصديرهم إلينا بعض الجامعات الأجنبية فعادوا إلينا أشد جهلا وأكثر تخلفاَ مما كانوا قبل إيفادهم 0‏
    [size=12]وفي مجال الإدارة أو العمل في المؤسسات العامة لا يتخذ على الأغلب من درجة النمو الثقافي معياراَ للتكليف بالمهام والمسؤوليات مما يشجع على سيادة الكسل والركود 000‏
    [size=12]ومن تمظهرات القطيعة الثقافية أن المنظمات التي يؤسسها المثقفون ( اتحادات الكتاب والصحفيين ) سرعان ما يتحول العمل فيها إلى نوع من العمل المكتبي الذي لا يسمح بنهوض منتسبيها0 وهناك الكثير من الظواهر التي تنتج تخلفنا الثقافي :‏
    [size=12]منها عمليات الاقتباس والترجمة التي لا تستند إلى أسس واضحة وثابتة وإنما هي على الأغلب والأعم تتم بمبادرات شخصية تتبع ( الموضة ) وفي مجال الاختيار تستسهل موضوعات تتبناها 00 وهذا واضح في مجال الرواية والقصة والشعر والسينما والمسرح وغيرها لا يستثنى منها الأدب الموجه للأطفال 0 ومنها تسارع دور النشر التجارية وغيرها، مما يفترض أن تكون صمام أمان في وجه المتاجرة بالثقافة إلى ترويج البضاعة السائدة دونما نظر إلى أوليات في عملية الترجمة والاقتباس تفترضها الحاجات الملحة أو الأكثر إلحاحاَ00‏
    [size=12]4—الفعل الثقافي العربي ما يزال فعلاَ فرديا َإلى حد كبير والمقصود بالفعل الثقافي ذلك الفعل الذي يهدف إلى تحليل البنى الاجتماعية العربية ودراسة أسباب تخلفها وأدوات إنتاج تبعيتها ليتمكن من تلمس أسباب الخروج من وضع التردي إلى الفعل والإسهام في عملية تنموية شاملة 0 حتى الآن يبدو التعاون اللازم بين مؤسسات البحث العلمي العربي ما يزال في أدنى درجات التعاون المأمولة، ناهيك عن تعذر القيام بأبحاث تتناول مفصل هامة من حياتنا الاجتماعية والثقافية بسبب تخوف السلطات الرسمية ( التي إن سمحت إحداها بهذا الفعل أو ذاك إنما هي تريده أن يصب في خانة أهدافها ويخدم خططها الإعلامية ) لإحداث المزيد من الدعاية والتهويش 00 إن مثل هذه الأجواء لا تثمر أبحاثاَ قادرة على الإسهام في العمليات التنويمة كما أن سيادة مثل هذه الأجواء لا تنتج – أصلاَ – مثقفين حقيقيين كما يقول (‏
    [size=12]( م0 ا0 ماشيوكي ) 0‏
    [size=12]<< لقد كانت الفاشية غير قادرة على إنتاج طبقة حاكمة سياسية وثقافية تؤمن لها الهيمنة الأيديولوجية 00 وعندما أطيح بموسوليني عام 1943 لم نجد مثقفاَ واحداَ يقرأ أنه كان معه >>0(10)‏
    [size=12]والساحة الثقافية المعاصرة هي ثقافة على الأكثر موجهة إلى نخب معزولة عن الجماهير المتروكة لعفويتها بدون سلاح أمام نظام اتصال عالمي يهدف إلى السيطرة وتفريغ الجماهير من قدراتها التي يمكن أن تؤثر على مسار الحراك الاجتماعي وثقافة الجماهير اليوم تؤسس لها وسائل الاتصال الحديثة ومراكز المعلومات المهيمنة بالسيل المتدفق من أفلام الكارتون والدعايات المتلفزة للسلع والمصنوعات الاستهلاكية ، والأفلام التي تحكي قصص الجاسوسية والخوارق0 أي أن مخرجات هذه الوسائل لا تؤدي في النهاية إلى تكوين اتجاهات سلبية من خلال ما بات يعرف ببرمجة السلوك الذي يجد منطلقاَ له من خلال المدرسة السلوكية في علم النفس حيث ردد ( واطسن) في كتابه ( السلوكية ) قوله:‏
    [size=12]<< لو وضع تحت تصرفي اثنا عشر ولداَ يتمتعون بصحة جيدة وبنية سليمة، وطلب مني أن أعلمهم بالطريقة التي أعتقد أنها المثلى للتعلم ، فإني قادر بطريقتي هذه بحيث يصبح أي من هؤلاء الأطفال مختصاَ في المجال الذي أختاره له 0 كأن يكون طبيباَ أو محاميا أو فناناَ أو00 بغض النظر عن مواهبه أو ميوله ، أو قدراته أو مهنة أبيه،‏
    [size=12]أو أي من أسلافه أو الجنس الذي ينتمي إليه>>0 أي أن الرغبة في تغيير سلوك شخص ما أو تعديله ، لا تحتاج سوى تغيير ظروفه البيئية0‏
    [size=12]فالإنسان كما يقول (جلبرت سلدز) ابن الظروف : << فلو غيرنا بيئات ثلاثين طفلاَ من أبناء قبيلة ( الهونتنوت) ، وهم شعب يعيش في جنوب أفريقيا ، وثلاثين طفلاَ من أبناء أرستقراطيي إنكلترا ، فيصبح الأرستقراطيون (هونتنوت) من كل النواحي العملية كما سيصير الهونتنوت محافظين صغاراَ>>0‏
    [size=12]ويعد ( ف 0 ب0 سكنر) أول من تحدث عن تقنية السلوك البشري ، ففي مقدمة كتابه‏
    [size=12](ما وراء الحرية والكرامة ) يقول :‏
    [size=12]<< ما نحتاجه تقنية للسلوك، إذ لا يكفي أن ندعو إلى استخدام التقنية مع تفهم أعمق للقضايا الإنسانية0 فتقنية الفيزياء وعلم الحياة لا صلة لهما بقضايا الإنسان ، مثل انهيار النظم التعليمية ، أو سخط الجيل الصاعد ، وما شابه ذلك >>0(11)‏
    [size=12]وفي تحديده لأهداف هذه التقنية يقول:‏
    [size=12]<< إذا ما استطعنا ضبط نمو سكان العلم بالدقة التي تضبط بها مسار سفينة الفضاء أو تحسين الزراعة ، إنه سيصبح ممكناَ حل مشكلاتنا بسرعة ، وأن قيام علم النفس يقتصر على دراسة السلوك الخارجي للكائن الحي ، ذلك السلوك الذي يمكن إخضاعه للملاحظة والمشاهدة والقياس وذلك كفيل به ليكون موضوعياَ محدداَ>>0‏
    [size=12]ولا ينفصل هذا الاجتهاد الموجه لهندسة الشخصية الإنسانية على المستوى الفردي عن السعي للتأثير في الشخصية القومية 0 وليس غريباَ أن تكون دراسة الشخصية القومية تحظى بالتفكير والاهتمام كما في أبحاث المدرسة السلوكية000‏
    [size=12]وقد ارتبط مفهوم البناء الأساسي للشخصية باسم ( كارد نر ) الذي يعزى إليه أنه أول من استخدم هذا المفهوم في كتابه( الرد ومجتمعه—نيويورك 1939 )0 وتبني‏
    [size=12]كارد نر) مع (رالف بنتون) تعريفاَ للشخصية القومية أصبح شائعاَ لدى العديد من المهتمين بهذا الجانب من العلوم الإنسانية ويتلخص ب( البناء الأساسي للشخصية يشير إلى تشكيل الشخصية الذي يشترك فيه غالبية أعضاء المجتمع ، نتيجة للخيرات التي اكتسبوها معاَ>>(12). وأن الثقافات تنتقل داخل المجتمع من جيل إلى آخر0000‏
    [size=12]أما مصطلح الطابع الاجتماعي للشخصية القومية فيرتبط ب(أريك فروم) الذي يعده النواة التي ينهض على أساسها بناء الطابع الذي يترك فيه غالبية الأفراد الذين ينتمون‏
    [size=12]إلى ثقافة ما 0 وكان ذلك رداَ على نظرية (فرويد) في الطابع أو تعديلاَ لها حيث تتكون من افتراضين الأول الطابع الديناميكي لسمات الطباع على أساس أنها ليست مجرد عادات أو سلوك اكتسب بالتدريب المبكر ويمكن طرحه جانباَ حينما تنشاَ أنماط‏
    [size=12]جديدة من الثقافة 0 والثانية أن كل الدوافع تجد جذورها في اللبيدو(الرغبة الجنسية )(13)‏
    [size=12]لا شك في أن ( السلوكية) والدراسات الخاصة بالشخصية القومية قد لاقتا رواجاَ واسعاَ في البلدان الغربية وعلى الأخص في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأنها جاءت ملبية للأهداف السياسية فيها في الوقت الذي خرجت فيه ( الولايات المتحدة)‏
    [size=12]من عزلتها معلنة الطلاق لمبدأ مونرو ( أمريكا للأمريكيين) ، وداخلة في اللعبة الاستعمارية كلاعب رئيسي توجهه الاحتكارات العالمية والسياسات الاقتصادية للشركات الكبرى000‏
    [size=12]وقد ارتبطت طريقة ( كيسنجر ) في حله للمشكلات التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية بعبارة ( الخطوة خطوة) أو ( الخطوات الصغيرة) مستفيدة من أبحاث سكنر في تشكيل السلوك والتي ترى أن التحكم في سلوك شخص أو جماعة أو ضبطه مرتبط بتغير الظروف ، وهذا يتطلب فهماَ دقيقاَ للعلاقة بين السلوك والبيئة)0‏
    [size=12]وعلى هذا الأساس يؤكد (سكنر) ـأن التعلم والإنتاج لا يكونان بنفخ روح الافتخار والكرامة ، وإنما باكتشاف الخطأ في ظروف المتعلم أو المتدرب0 ويسمي السلوكيين الأنماط السلوكية ، والظروف والطوارئ الاجتماعية التي تولد فيها ( أفكار الثقافة ) أما التدعيمات والتعزيزات التي تظهر فيها هذه الطوارئ والظهور فتسمى( قيم الثقافة)000‏
    [size=12]بعض صور تمهيد الثقافة القومية والاعتداء عليها:‏
    [size=12]الخصوصية الحضارية لأمم الأرض قاطبة ( إزاء ما تقدم في الفقرة السابقة) مهددة أكثر من أي وقت مضى من المركز المهيمن الذي يحتضن ويحتكر المعارف والمعلومات0 وليس خافياَ هذا التهديد الذي تعدى الوسائل الناعمة إلى فرض السيطرة بالقوة العسكرية حيناَ وبالمخاتلة السياسية حيناَ آخر 0فسياسة العنف عادت تتبوأ الوسائل المتبعة وأصبحت نمطاَ سائداَ في سلوك مراكز الهيمنة 0 وإنها باتت تستخدم العصا الفولاذية بشكل فج وصريح أحياناَ تحت ستار الشرعية الدولية وأحياناَ باسم حماية حقوق الإنسان ، أو محاربة الإرهاب، أو مخالفة ( القانون الأمريكي )0‏
    [size=12]وهي بذلك تهدف إلى طمس الهوية القومية للأمم الأخرى أو تشويهها لاندماج العالم في الواحد الثقافي على حساب الخصوصية الثقافية للآخرين0000‏
    [size=12]وقد يظن أن هذا لم بعد يحدث إلا بعد تهاوي المنظومة الاشتراكية وانفكاكها ثم انحلالها 0 إلا أن الحقيقة ليست كذلك ، فمنذ أعلن (روبوتوم) وهو نائب وزير خارجية أمريكي سابق قائلاَ :‏
    [size=12]<<أية سياسة ينتجها بلد منتج للنفط مخالفة لمصلحة إحدى الشركات البترولية الأمريكية هي--- أوتوماتيكياَ—مخالفة لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أي محالفة للمصلحة الوطنية>>(14)0‏
    [size=12]o إن مصالح الولايات المتحدة إذاَ ممتدة إلى آخر الكون 000 وهي لذلك تتبع أساليب من التهديد متنوعة نذكر منها على سبيل المثال:‏
    [size=12]1—لا تتورع الإمبريالية الحديثة عن استخدام أشد الوسائل دماراَ من أجل تمرير‏
    [size=12]مشروعها الثقافي وتأمين السيادة له وتعميمها00‏
    [size=12]عندما ألقى سلاح الطيران الأمريكي القنبلة الذرية على اليابان حاسماَ بذلك الحرب العالمية الثانية لصالحة كأنه في نفس الوقت كان يعلن بأن الولايات المتحدة قد دخلت تاريخ ما بعد الحرب من باب العنف الأشد 0‏
    [size=12]تتابعت سلسلة الاعتداءات وسياسة العنف :الحرب الكورية ، الحرب الفيتنامية ،غزو غرينادا ، غزو بنما ، الغارة الجوية على ليبيا ، غزو نيكاراغوا ، سلسلة التدخلات المتواصلة على بلدان أمريكا اللاتينية ،الشروط المهنية في التفاوض والتعامل مع دول المنظومة الاشتراكية المؤودة، وما تفرع عنها من دول 00 سلسلة المؤامرات الظاهرة والمستترة على بلدان العالم الثالث 0 المؤامرات على دول عدم الانحياز ( الهند – مصر – الجزائر – إندونيسيا – يوغوسلافيا،00) أساليبها وحربها في الخليج‏
    [size=12]ماذا كان نصب المشروع الثقافي العربي في سلسلة العدوان الغربي ؟0 تعامل الغرب منذ البداية ربما لا يكون بعيداَ عن الأذهان أن الوطن العربي ما يزال منذ الحروب الصليبية تتناوبه موجات من الغزو المادي والثقافي ولا يزال 00‏
    [size=12]وليس غريباَ القول أن وحدة العرب السياسية والاقتصادية هي من منظور الغرب أمر‏
    [size=12]يستحيل السماح بتحقيقة0‏
    [size=12]عندما أعلن (ايزنهاور) بعد حرب السويس مبدأه المعروف يسد الفراغ بعد انحسار الاستعمار القديم ، ولاقى معارضة عربية عنيفة وشديدة ، لم تخضع الولايات المتحدة‏
    [size=12]للأمر الواقع ولكنها تمارس سياسة غير علنية للوصول إلى مرحلة يصبح فيها المبدأ‏
    [size=12]المذكور واقعاَ ملموساَ على الأرض وأظن أن ما آلت إليه الأمور اليوم وبعد أكثر من خمسة وثلاثين عاماَ ليس بعيداَ عن أهداف المبدأ المذكور (مبدأ سد الفراغ الناجم‏
    [size=12]عن رحيل الاستعمار القديم )0‏
    [size=12]ربما كان مبدأ ايزنهاور في حينه مجرد اختيار ولكنه فد تفرع عنه ومنه سلسلة غير متناهية من الدراسات والأبحاث والمؤامرات المتلاحقة التي اتخذت شكل العدوان‏
    [size=12]العسكري حيناَ ، وعمليات التهويش وأساليب من الإعلان متنوعة حيناَ آخر كانت كلها تهدف إلى خلط الأوراق وخلق نوع من عدم الثقة بين القوى الوطنية والقومية العربية إلى استعداء الأنظمة العربية الواحد ضد آخر000‏
    [size=12]ألم تشهد الساحة العربية تصدع جدار النهوض القومي والناس في كثير من الأحيان في غفلة من أمرهم يندفعون وراء شعارات مزوقة ويصفقون وهم لا يدرون أن ما يرونه ما هو إلا معاول هدم في الجسم العربي؟؟‏
    [size=12]ولم تكن الحرب المعلنة على العرب حراَ عسكرية واقتصادية فحسب ولكنها في الأساس حرب أخذت طابعاَ ثقافياَ0 كم تعرض مفهوم العربة ومفهوم القومية العربية‏
    [size=12]وهدف الوحدة إلى التزوير والتزييف والتشكيك 0 فكم سمعنا—مع الأسف من بعض المفكرين العرب صفات يطلقونها على الفكرة القومية والعمل القومي من شوفينية وتخلف وغير ذلك000‏
    [size=12]2—ومن باب التوضيح نشير فيما يلي إلى بعض الوقائع والوثائق التاريخية التي تؤكد كلها أن الرب مستهدفون في وحدتهم وفي شخصيتهم القومية وثقافتهم:‏
    [size=12]--- ما يزال الغرب محكوما بعقدة الخوف من نهوض العرب0 فهذا (نيتشة) يدل على هذه العقدة عندما يقول عن العرب:<<إن موجة من البربرية تقرع أبوابنا>>0(15)‏
    [size=12]* تشكيل ما يسمى بقوات التدخل السريع، والسعي المستمر للبحث عن قواعد عسكرية في المنطقة العربية،مبدأ كارتر المعروف بأمن الخليج ، وإعلان ريغان عن ضرورة إقامة قواعد عسكرية في الدول النفطية0‏
    [size=12]* جاء في تقرير لمبعوث مترنيخ إلى مصر عام 1833 :‏
    [size=12]* لا مفر من إقامة إمبراطورية عربية ، انبعاث الروح القومية العربية هي أول ما يلاحظه المراقب0‏
    [size=12]* في ذات الفترة ربط وزير خارجية بريطانيا بين الخوف من وحدة مصر وسورية أيام محمد علي وبين دعوته للصهيونية بهدف إعاقة هذه الوحدة0‏
    [size=12]* وفي تقرير للجنة الجامعة التي شكلتها حكومة ( تيرمان) عام 1907 من جامعتي لندن وباريس من الاختصاصيين في تاريخ الإمبراطورية ، جاء فيه أن مستقبل الإمبراطوريتين الفرنسية والإنكليزية مهدد في المنطقة المطلة على المتوسط من شرقه وجنوبه حيث يقطنها 35 مليوناَ من البشر ، وتتمتع بثروات طبيعية وبأسباب القوة والنهضة والوحدة00(16)‏
    [size=12]* وفي تقرير سري رفعه لورنس للمخابرات البريطانية في شهر كانون الثاني‏
    [size=12]* فبراير) 1912 0 جاء ما يلي :‏
    [size=12]* أهدافنا الرئيسية تفتيت الوحدة الإسلامية ودحر الإمبراطورية العثمانية وتدميرها0 إذا عرفنا كيف نعامل العرب وهم الأقل وعياَ للاستقرار من الأتراك فسيبقون في دوامة من الفوضى السياسية داخل دويلات صغيرة حاقدة ومتناثرة غير قابلة للتماسك :‏
    [size=12]* وكتب لورانس أيضَا إلى صديقته يقول‏
    [size=12]* وخاطرت لإيماني أن وقوف العرب إلى جانبنا هو عامل حيوي لتحقيق أملنا بانتصار سريع بخس الثمن في الشرق والأفضل لنا أن ننتصر وننكث بوعودنا من أن ننكسر(17).‏
    [size=12]وعن لورانس أيضا :‏
    [size=12]* إذا احسنا التصرف تجاه هذه البلاد فإنها سوف تبق كقطع الحجارة الملونة الصغيرة مجموعه من الأقاليم الصغيرة المتنافسة والعجزة عن التلاحم(18).‏
    [size=12]* في مؤتمر ( كامبل ترومان ) سنة 1907 والذي تضمن خبراء الاقتصاد والجغرافية والشؤون العسكرية من مختلف الدول الاستعمارية‏
    [size=12]* أوصى المؤتمر بما يلي :‏
    [size=12]* 1- من يسيطر على البحر المتوسط الشرقي يستطيع التحكم بالعالم‏
    [size=12]* 2-ضرورة أقامه حاجز بشري غريب وقوي يفصل الجزء الآسيوي عن الجزء الأفريقي في المنطقة العربية حليف للدول العربية ومعاد لسكان المنطقة (19) 0‏
    [size=12]* من كل ما سبق وبإضافة ظهور الثورة النفطية الهائلة في الوطن العربي نصل إلى نتيجة مفادها إن إمكانيات المنطقة العربية الهائلة كانت أحد أهم أسباب ما نالته وستناله هذه المنطقة من حملات شرسة مادية ومعنوية تستهدف الشخصية العربية أولاَ بتوجيه الطعنات المتعاظمة إلى مرتكزاتهاالثقافية ، فمحنة النهضة العربية المعاصرة تكمن في كونها << النهضة التي كان مقدراَ لها أن تكون الأغنى والأقوى في العالم لو لم تكن المغدورة بفعل غناها ذاته الذي التهم جنين مشروعها الثقافي وانقلب إلى وحش استهلاكي رهيب لكل ما ينتجه ويبنيه>>0(20).‏
    [size=12]الغزو الثقافي : لم يكتف الاستعمار سواء من خلال مركزه الأوربي سابقاَ ومن خلال مركزه الأقوى لاحقاَ في القارة الجديدة بإشهار أسلحته العسكرية والتهديد من خلال ترسانته المتفوقة تكنولوجيا0 ولكنه يغزو العالم الآخر < وقد يدخل – بل يدخل في عداد الآخر هنا دول ما سمي بالعالم الثالث ودول أوربا بشقيها الغربي والشرقي > بثقافته الأكثر شراسة وتدميراَ للشخصية الإنسانية من أسلحته ، وذلك بتعميم هذه الثقافة والسيطرة على العقول والنفوس بوساطة إدارة المعلومات وتوجيهها 0‏
    [size=12]وليس بخاف على أحد الاختلال الكبير في نظام الاتصال العالمي الذي يبرز كسلاح في يد الولايات المتحدة، يخدم استراتيجية الهيمنة العسكرية والاقتصادية‏
    [size=12]<< المفارقات في الإعلام والاتصال تؤثر سلباَ في حرية المعلومات وتدفقها وفي الرؤية الموضوعية الدقيقة للحقائق والمشكلات ، وفي توظيف المعلومات لخدمة أغراض التنمية وتعزيز الذاتية الثقافية للشعوب والأمم الفقيرة 0 هذا النظام الدولي للإعلام والاتصال تحكمه اعتبارات دولية سياسية واقتصادية واجتماعية وحضارية تجعله وجهاَ آخر للنظام الاقتصادي الدولي القائم>>(21)0‏
    [size=12]ثقافة بلاد ( العم سام ) غدت نمطاَ عالمياَ في الثقافة ليس في مجال المعلومات والمعارف فحسب بل في نمط الحياة 0 الكوكاكولا،الهمبرغر الجينز ، الكاوبوي ميكي ماوس الرجل المطاطي إلى آخر القائمة التي تتصدر برامج الأطفال ، وواجهات المطاعم ومحلات بيع الألبسة 0 هذه الظواهر الغالبة على الثقافة الأمريكية باتت مصدر تخوف حتى لحلفاء أمريكا الأوربيين00‏
    [size=12]ويفضل سطوة وسائل الاتصال وانتشار الأقمار الصناعية يجد المرء نفسه غير قادر على مقاومة الإغراءات التي تحملها من برامج وإعلانات استهلاكية طيلة الأربعة وعشرين ساعة يوميا"‏
    [size=12]فها هو ( ميكي وزملاؤه من شخصيات الأفلام الكرتونية وغيرها من مخترعات والت ديزني ) يصبحون افضل رفاق لأطفالنا00‏
    [size=12]هذا الخطر الذي يهدد الثقافة القومية ويمعن في الاعتداء عليها غدا هاجس الناس في قارات العالم الخمس 0 وهذه هي أوروبا لا تستطيع إخفاء هلعها من ذلك 00 فالناس بعد افتتاح مدينة (ديزني ) في فرنسا انقسموا بين مؤيدين ومعارضين 0 وقبل ذلك في عام 1985 نشرت مجلة ( لو بوان) الفرنسية مقالاَ بعنوان ( كيف نقاوم أمريكا) عبرت من خلاله عن القلق الذي يشغل بال المثقفين الفرنسيين:‏
    [size=12]<< بالنبيذ والشره والموضة تغزو أوروبا أمريكا؟ و بخطى محسوبة أمريكا الأقمار الصناعية الاتصالات تغرق أوروبا(000) وحين اجتمع وزراء الثقافة في الدول الأوربية في دلف، والكونسير الغنائي الذي نقل بالأقمار من هناك يوم 23 حزيران ( يونيه) كانت نجمته هي نجمة الروك بروس سيرغستين000وعلى عشب ملعب ريختر كان ثمة 30 ألف شاب بالجنز والقمصان الموشحة بأسماء جامعاتهم0 وعند أقدامهم آلاف علب الكوكا الفارغة ، وعلى المسرح فرقة ? ستريت ترطن بالإنكليزية بشعار يؤذي كل قارتنا : ولد في الولايات المتحدة>>(22)0‏
    [size=12]وفي مجال آخر يتجلى الغزو الثقافي في منتجات ثقافية تتلق بأدوات التسلية وألعاب الأطفال فهذه شأنها شأن الأفلام والبرامج المتلفزة والمصدرة لأجهزة ( الفيديو ) ففيها تعميم لقيم يتشربها الناس في أثناء اللعب وملء أوقات الفراغ << منكرة طيلة الوقت وجود أي تأئير فيها وراء الهروب المؤقت من الواقع وحالة الاسترخاء المنتشية>>، كما يقول ( هر برت شيللر) في كتابه عقول المستقبل)0‏
    [size=12]هذه الصورة لثقافة تسعى بخطى حثيثة للسيطرة والهيمنة وتعميم نموذجها الوحيد على العالم ، هي من ضمن الخطر الأكبر لنظام عالمي جديد لا يحترم حقوق الآخرين وشخصياتهم، بل يسعى جاهدا لطمس كل هوية ثقافية 00 وليس الخطر كامناَ فيه فحسب ، بل إن الخطر الأعظم يكمن في حالة التواكل التي يستسلم لها الآخرون ، الذين استمرءوا الوصفات الجاهزة والأفكار الجاهزة والمأكولات المعلبة 00 وما يرتبط بذلك ويرافقه من ضعف في الإنتاجية له هو الآخر مسبباته 00 ولكن لكل داء دواء؟0‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 6:36 am