هناك حكمة بليغة تقرر بأن "من هانت عليه نفسه فقد هان على الآخرين"، وقد هانت علينا أنفسنا كمسرحيين فكان من الطبيعى أن نهون على المشاهدين والقراء، فيعزفون عن مشاهدة عروضنا وعن قراءة أعمالنا الأدبية، وذلك لأننا تصورنا غياب كل من يملك القدرة على الفهم أوالتذوق، واستخففنا بالعقول وبحثنا عن تحقيق المكاسب السريعة فضاعت جهودنا هباءا منثورا.
لقد تذكرت هذه الحقائق الجلية بمجرد تصفحى لتلك الأجزاء الثلاث التى صدرت تحت عنوان "صناع المسرح المصرى" بمناسبة إنعقاد الدورة الثالثة للمهرجان
"القومى للمسرح المصرى"، لقد حرصت فى البداية على إقتناء هذه الأجزاء الثلاث بشدة، وتعجبت من توزيعها مجانا، وقررت الإحتفاء بها والكتابة عنها، وأنا على إقتناع بأننى قد حصلت على صيد ثمين، ولكن للأسف خابت توقعاتى بمجرد تصفحها، ولا أعلم من صاحب قرار الموافقة على إصدارها بهذه الصورة المخزية؟!.
لقد تصدر جميع الأجزاء اسم د.أحمد سخسوخ كمؤلف!، وكنت فى العام الماضى قد طالبته بوصفه المشرف على إصدار الكتاب التذكارى للمهرجان القومى للمسرح المصرى بضرورة أن تتضمن المادة المخصصة بالفنانين المكرمين القائمة الكاملة لأعمالهم، وأن يتم كتابة دراسات نقدية قيمة عن إسهامات كل منهم، وهو مالم يتحقق هذا العام أيضا!!، وأعتقدت خطأ للأسف أنه سوف يبذل قصارى جهده فى هذه الإصدارات، ولكن تبدد أملى وفقدت طموحاتى بمجرد قراءة المقدمة التى كتبها حيث جاء بها: ( ليس هذا كتابا دراسيا أو أكاديميا، إذ راعيت عند كتابته أن يكون سهلا ورشيقا فى غير تخصص ليكون فى متناول القارئ العادى، وفى الوقت نفسه يمكن أن يكون ذا فائدة للمتخصصين ) وأرى أن هذا الكلام به الكثير من المغالطات، ومن بينها مايلى: أولا أن هذا الكتاب يوزع مجانا على المتخصصين فقط والمشاركين فى فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى، وبالتالى لايصل إلى القارئ العادى، ثانيا أن الكتاب بهذه الصورة لايمكن أن يكون ذا نفع للمتخصصين، وحسنا فعل الكاتب حينما أقر بنفسه إحتمالية أن يكون ذا نفع!!، ثالثا إذا كان الناقد والمؤلف المسرحى والأستاذ الأكاديمى والعميد السابق للفنون المسرحية يقر بنفسه أنه لايقوم بتقديم كتاب متخصص أو كتاب أكاديمى فمن ذا الذى نطالبه بعد ذلك بتقديم مثل هذه الإصدارات المتخصصة؟ خاصة وأن الموضوع الذى يتم تناوله هو تاريخ ومسيرة المسرح المصرى الذى لايصح أن نعبث به أو نتعامل معه بمثل هذا الإستهتار.
هذا ويستكمل الكاتب إعترافه بالتقصير فيكتب بالمقدمة: ( وأعترف أن الكتاب بأجزائه الثلاثة الأولى لايحوى بين دفتيه كل الذين شاركوا فى صنع مسرحنا عبر تاريخه، ويرجع هذا فى الواقع إلى إختياراتى الشخصية بما فيها من قصور ذاتى...)، فهل يكفى هذا الإعتراف لتبرير إصدار الأجزاء الثلاثة بهذه الصورة المشوهة ؟؟، إننى أرى خطورة كبيرة من إتخاذ هذا المنهج، فقد نلتمس له العذر وقد يصبح الأمر مبررا إذا قام بإصدار هذه الكتب على نفقته الخاصة، ولم يقم بتحميل تكلفتها للدولة مما يعد إهدارا للمال العام وإستنزافا لأموال دافعى الضرائب.
وإذا كان هناك وعد من الكاتب بإصدار أجزاء تالية، بحثا عن صناع مسرح آخرين!! وهم كثيرون ومعرفون بالطبع، فهل سيكمل مشروعه بنفس الطريقة ودون الإلتزام بمنهج تصنيفى محدد؟، وإذ كان من خلال الأجزاء الثلاث قد وصل إلى الكتابة عن جيل فتحية العسال (فى التأليف) وسمير العصفورى (فى الإخراج)، ود.سمير سرحان (فى النقد) فهل سيرتد إلى الماضى ليتناول إسهامات ألفريد فرج، ونعمان عاشور ومحمود دياب، وميخائيل رومان (فى التأليف)، وإسهامات حمدى غيث، وعبد الرحيم الزرقانى، وكمال ياسين، وأحمد عبد الحليم، وأحمد زكى (فى الإخراج)، وإسهامات د.لويس عوض، ود.رشاد رشدى، ود.إبراهيم حمادة، وفؤاد دوارة، وجلال العشرى، وفاروق عبد القادر (فى مجال النقد)، وجميعهم مجرد نماذج تؤكد مدى القصور فى هذا الكتاب.
وقد كتب المحرر بالمقدمة أيضا: (وأدين بالشكر إلى الفنان/ محمود الهندى الذى قطع رحلة بحث شاقة للعثور على آلاف الصور...من كهوف الماضى البعيد...إيمانا منا بعصر الصورة التى تشارك فى تكوين المعلومة ...وسط كل مغريات التكنوإلكترونية...) وأرى أن هذا الكلام به العديد من المغالطات أيضا لأن عصر الصورة فى عصر المغريات التكنوألكترونية يتطلب أولا ضرورة وضوح معالم الصورة فلا تصبح مجرد أشباح وخيالات كما جاءت بهذه الإصدارات، كما يتطلب بالضرورة إرتباط الصور بالموضوع إرتباطا حقيقيا ولاتصبح الصور مجرد فرصة لشغل المساحات الفارغة بطريقة مقحمة، كذلك لايمكن أن تكون من سمات عصر الصورة إلغاء المعلومة الموثقة أو الشرح الوافى، فهذا بالطبع فهم خاطئ يعود بنا إلى العصر البدائى قبل إستخدام اللغات المكتوبة، إذ يجب أن تتكامل الكلمات مع الصور تكاملا حقيقيا، وبالتالى فإن تقديم هذه الإصدارات بهذه الصورة المشوهة لهو شئ يدعو للأسى حقا، إذ بلغت المساحة المخصصة للكتابة ما يقرب من 210 صفحة فقط من إجمالى عدد الصفحات 1560، وبالتالى تقل النسبة المخصصة للكتابة عن 14% !!.هذا ويجب التوقف أيضا عند عبارة (رحلة بحث شاقة للعثور على آلاف الصورمن كهوف الماضى البعيد) حيث أن جميع هذه الصور لم يمر عليها أكثر من مائة عام، بل إن أغلبها لم يمر عليها أكثر من ثمانين عاما، وأغلبها وإن لم يكن جميعها محفوظة بالمركز القومى للمسرح وأرشيف الصحف القومية.
هذا والجدير بالذكر أن عددا من فصول هذا الكتاب قد سبق للكاتب نشرها ضمن إصدارات مستقلة ومن بينها على سبيل المثال: كرم مطاوع (أكاديمية الفنون 1993)، سعد وهبة (أكاديمية الفنون 1998)، رواد وأساتذة المسرح المصرى المعاصر (أكاديمية الفنون 1998)، توفيق الحكيم (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999)، عبث يوسف إدريس وصلاح عبد الصبور (المركز القومى للمسرح 2001)، نجيب الريحانى (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2002).
ونظرا لخطورة تداول مثل هذه الإصدارات والتى من المفترض أن تصبح مرجعا للأجيال التالية، خاصة وأنها قد صدرت عن جهة رسمية، فإننى أرى ضرورة تسجيل بعض الملاحظات والحقائق النقدية.
ملاحظات و حقائق نقدية:
أولا:- يكشف هذا الكتاب عن ظاهرة سلبية وخطيرة فى حياتنا الثقافية، وهى ظاهرة الجزر المنعزلة لمؤسساتنا الثقافية، كما يثبت ذلك التنافس السلبى فيما بينها، إذ كيف يصدر هذا الكتاب عن طريق بعض المؤسسات الثقافية بوزارة الثقافة وبعيدا عن المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ؟!.
ثانيا:- يكشف هذا الكتاب أيضا عن ظاهرة سلبية أخرى فى حياتنا الثقافية حتى على مستوى المتخصصين، ألا وهى فوضى إستخدام المصطلحات والمسميات، إذ كيف يتسنى كتابة كلمة "تأليف" لكتاب توثيقى عن تاريخ ورواد المسرح المصرى، وهل يمكن القيام بتأليف جديد لتاريخ قديم لم يعاصره الكاتب ؟!، وكان الأجدر بالطبع كتابة إعداد أو توثيق أو صياغة أو مختارات، خاصة وأن أغلب الكتابات قد جاءت على ألسنة بعض الرواد من خلال مذكراتهم.
ثالثا- أن مثل هذه الكتب أو المراجع التى تتناول تاريخ الفنون والمساهمات الإبداعية المختلفة لرواد الفن المسرحى يجب أن تعتمد على معلومات فنية موثقة، ولذلك يكون من الضرورى ذكر المصادر المختلفة للمعلومات.
رابعا- أن مثل هذه الأعمال الموسوعية يفضل أن يشارك فى تحريرها نخبة متخصصة من المؤرخين والنقاد والباحثين، وذلك ليس فقط لتوزيع ذلك الجهد الشاق عليهم، ولكن أيضا لضمان جودة الموضوعات المنتقاة وتكامل المعلومات وحسن الصياغة من خلال تلك المعايير التى يتم الإتفاق عليها أولا.
خامسا- أن مثل هذه الأعمال الضخمة والتى تحمل طموحات - قد تكون مزيفة– يجب أن يتم مراجعتها بدقة من خلال لجنة متخصصة أو أحد كبار المؤرخين، خاصة إذا إضطلع فرد واحد بتحريرها، وذلك مهما كانت ثقافة ودقة هذا الفرد ومهما كانت أسباب تصديه بمفرده لهذا العمل.
سادسا- تتطلب مثل هذه الأعمال لفترات زمنية كافية للإعداد، وبالتالى ليس هناك مبرر لسرعة إصدارها بصورة غير متكاملة بحجة مواكبة أنشطة المهرجان، وكان يمكن فى حالة الضرورة القصوى الإكتفاء بإصدار جزء واحد يتم تدقيقه جيدا بدلا من إصدار ثلاثة أجزاء بهذه الصورة.
سابعا- إذا تتطلب الأمر إصدار هذا العمل فى أكثر من جزء، يكون من الضرورى أولا وضع خطة للعمل، تحدد العدد الإجمالى للأجزاء، وكذلك عدد الفنانين الذين سيتم تناول إسهاماتهم بكل جزء، وأيضا تحديد منهج التصنيف الذى سيتم الإستعانة به، والذى يفضل أن يكون تاريخيا فى مثل هذه الأعمال، وحتى لو تم إختيار المنهج الموضوعى طبقا للمهن المختلفة مثلا فإنه يجب إعداد قوائم مسبقة بمن سوف يشملهم كل جزء من هذا الكتاب.
ثامنا- حينما يكون العنوان المختار " صناع المسرح المصرى"، وليس بعض الصناع يكون من المستحيل إغفال جهود بعض الرواد والفنانين الكبار وعدم تخصيص فصول عن مساهماتهم، ومن بينهم على سبيل المثال: سليم النقاش، يوسف الخياط، سليمان قرداحى، أبو خليل القبانى، إسكندر فرح، يوسف الحداد، وكذلك إذا تم إغفال عددا كبيرا من المبدعين كإستيفان روستى، وحسن البارودى، وفاخر فاخر، وأمينة رزق، وعبد الوارث عسر، وعبدالله غيث، وتوفيق الدقن، وسناء جميل، وغيرهم كثيرين، يكون من الصعب إغفال نخبة من كبار المؤلفين وفى مقدمتهم: بديع خيرى، أمين صدقى، إبراهيم رمزى، أحمد شوقى، عزيز أباظة، على أحمد باكثير، فتحى رضوان، ألفريد فرج، نعمان عاشور، محمود دياب، ميخائيل رومان، عبد الرحمن الشرقاوى، وكذلك نخبة من كبار المخرجين ومن بينهم: حمدى غيث، عبد الرحيم الزرقانى، كمال ياسين، أحمد عبد الحليم، أحمد زكى، عبد المنعم مدبولى، السيد راضى، وأيضا يصعب إغفال جهود نخبة من كبار النقاد من بينهم على سبيل المثال: عبد المجيد حلمى، محمد تيمور، د.لويس عوض، د.رشاد رشدى، د.إبراهيم حمادة، فؤاد دوارة، جلال العشرى، فاروق عبد القادر، فجميعهم قد شاركوا فى إثراء مسيرة المسرح المصرى، وللأسف فقد أفرد الكتاب صفحات لمن هم أقل موهبة وإبداعا وأيضا أقل مشاركة على مستوى الكم.
تاسعا- يتضمن هذا الكتاب عددا كبيرا من الصور، وهذا فى حد ذاته قد يكون مفيدا فى حالة إرتباط الصور بالموضوعات، وفى حالة أن تكون الصور واضحة المعالم ومطبوعة بحالة جيدة، ولكن للأسف فقد جاءت الصور سيئة للغاية خاصة بعد تكبير كل صورة لتطبع على صفحتين!!، وللأسف فقد كانت هذه الصور فى أحيان كثيرة بعيدة كل البعد عن الموضوع، وأشهر نماذج لذلك صور الأفلام، وكذلك صور بعض الأماكن أو صور الشخصيات المكررة فى كل الفصول.
عاشرا- جاءت المادة التحريرية وكأنها مجرد تجميع لبعض النوادر الشخصية، فلم يتضمن الفصل الخاص عن أى رائد من الرواد المسرحيين القائمة الكاملة لأعماله وإسهاماته الفنية، أو تحليل نقدى لأهمية هذه الإسهامات، أو بيان لإسلوبه الفنى ومراحل تطوره الفنية، ولكن المادة المنشورة تضمنت فقط شذرات من هنا وهناك بغير منهج محدد أو رابط بينها.
- وأخيرا فإن هذا الكتاب يعتبر خدعة أدبية وأكذوبة فنية، وأطالب بمصادرته لما فيه من تشويه لتاريخنا الفنى والمسرحى، وحتى لايصبح وثيقة مشوهة فى أيدى الأجيال التالية، ولعل تلك الأمثلة التطبيقية التالية توضح خطورة مثل تلك الإصدارات.
أمثلة تطبيقية:
الأمثلة التطبيقية على تلك الملاحظات النقدية التى سبق ذكرها كثيرة ويحفل بها الكتاب بجميع فصول أجزائه الثلاثة، ويستطيع القارئ المتصفح له أن يكتشفها بسهولة، وخاصة فيما يتعلق بتضخم مساحة الصور على حساب المادة التحريرية، وكذلك سؤ طباعة الصور وعدم وضوحها نظرا للمبالغة فى تكبير كل منها لتشغل صفحتين!!، ونظرا لكثرة وتكرار الأخطاء سوف أكتفى هنا بإيجاز بعضها كنماذج فقط، على أن أقوم بنشرها كاملة إذا تطلب الأمر ذلك.
_ المقدمة التى شغلت أربعة عشر صفحة بدأها الكاتب بالحديث عن "سلامة حجازى"، ثم انتقل للحديث عن "جورج أبيض"، ثم عن "نجيب الريحانى"، ليقفز بعد ذلك للحديث عن "كرم مطاوع"!!، ويعود مرة أخرى للحديث عن "فاطمة اليوسف" و"فاطمة رشدى" و"بديعة مصابنى" و"على الكسار" ليقفز مرة أخرى إلى"فتحية العسال"!!، ويكرر العودة مرة ثالثة إلى النصف الأول من القرن العشرين ليتحدث عن "عزيز عيد"، و"جورج أبيض"، ومن بعدهما يوسف وهبى ليقفز مرة ثالثة للحديث عن "نجيب سرور"، وليرتد إلى الماضى مرة أخرى بعد ذلك ليتحدث عن "سيد درويش"!!، وهكذ نجد كلاما مسترسلا بلا رابط موضوعى أو منهجا فكريا.
- اشتملت المقدمة على العديد من الصور التى لاترتبط بالموضوع بأى صلة حيث لم يأت أى ذكر لأصحابها ومن بينها على سبيل المثال صورة كل من: أمين عطاالله، فؤاد سليم، توفيق دياب، الممثل/ مصطفى نديم، حبيب جاماتى، وأيضا صورتين للفناناتين/ أمينة رزق وسناء جميل، وكذلك تم نشر بعض الصور دون أى مبرر منطقى، وذلك للعمارات الخديوية، ولمسرحية العشرة الطيبة (إنتاج عام 1960)، ولإجتماعات العاملين بالمسرح، ولشعار منظمة "اليونسكو" !! ، كما اشتملت المقدمة على صور مقحمة إقحاما واضحا ومثال لها صور كل من الفنانين: تحية كاريوكا، سامية جمال، ببا عزالدين، صفية حلمى، إسماعيل ياسين، فريد الأطرش، وذلك لمجرد ذكر أسمائهم بإعتبارهم قد تخرجوا من مدرسة "بديعة مصابنى" !!، وأيضا تم نشر صور لكل من: عباس محمود العقاد، وكامل الشناوى، ومصطفى أمين، والرسام/صاروخان، ولغلاف مجلة روز اليوسف لمجرد ذكر أن الفنانة/ فاطمة اليوسف قد قامت بإصدار مجلة "روز اليوسف" التى عمل بها كل منهم !!، وذلك بخلاف نشر صورة الكاتب/ المحرر د.أحمد سخسوخ مع الإهداء وبالمقدمة ومع قائمة أعماله، ثلاثة صور مكررة ومقررة مع كل جزء!!.
- التعليقات التى كتبت مع الصور بها العديد من المغالطات، وأرى أنه كان من الأفضل فى هذه الحالة عدم كتابة تعليقات، ومن بين العديد من الأمثلة ما يلى: بالجزء الأول ص375 نشرت صورة المؤلف المسرحى "محمد دوارة" وكتب خطأ إسم "محمد عثمان"!!، ص427 نشرت صورة لمسرحية "إيزيس" من إنتاج الفرقة المصرية الحديثة (المسرح القومى) عام 1956 وكتب خطأ "العشرة الطيبة"!!، (وتكرر نفس الخطأ بالجزء الثانى ص166!!)، ص482 نشرت صورة من عرض "آه ياليل ياقمر" إنتاج مسرح الحكيم عام 1967 وكتب خطأ "أيوب وناعسة" من عروض المسرح الشعبى!!، وبالجزء الثالث ص30 نشرت صورة المخرج السنيمائى/ أحمد كامل مرسى وكتب خطأ إسم الكاتب/ أحمد بهجت!!، وبالجزء الثاني ص199 نشرت صورة لزينب صدقي كتب خطأ بديعة ماصبني، وكذلك بالجزء الثالث ص266 نشرت صورة لكرم مطاوع مع دلال عبدالعزيز، وكتب خطأ كرم مطاوع مع مارجريت الإيطالية، كذلك ص307 نشرت صورة كتب خطأ اسفلها ميخائيل رومان في شبابه وهي بعيدة كل البعد عنه.
- تتضمنت الأجزاء الثلاث بعض الأخطاء التى يجب تصويبها ومن بينها على سبيل المثال: ص68 بالجزء الأول حيث كتب (إنفصل سليمان قرداحى عن أبى خليل القبانى، وكون فرقة خاصة عمل بها الشيخ سلامة حجازى ...) والصواب إنفصل "إسكندر فرح" وليس سليمان قرداحى ، وكذلك جاء بالجزء الأول أيضا ص158 ( ولأنه عزيز عيد فإن فاطمة اليوسف تسجل صرختها فى مذكراتها قائلة:إنه فى حاجة إلى الكتابة عنه، فتاريخه يكاد يندثر، وتلامذته الباقون على قيد الحياة يذكرون كل شئ إلا عزيز..)، والحقيقة أن القديرة/ فاطمة اليوسف حينما نشرت مذكراتها تحت عنوان "ذكريات" جاء بها عند الحديث عن بعض الأزمات التى تعرض لها "عزيز عيد": (أما تلاميذه فإنهم لم ينسوا الفن أبدا، ولم يتخلوا عن أستاذهم قط، بل إلتفوا حوله يفتشون جيوبهم، ويجمعون قروشهم وملاليمهم، ليقتسموها جميعا بالعدل والقسطاس وليواجهوا أياما أخرى من الفقر والحرية)، كما جاء بموقع آخر من مذكراتها فى إحدى معارك "عزيز" العنيفة ترك فرقة "جورج أبيض" وتركها معه تلاميذه جميعا، الذين إلتفوا حوله يرسمون معه الخطط والمشروعات)، وأيضا جاء بموقع آخر عند الحديث عن الفنانة/ فاطمة رشدىتقدمت الأيام بفتاتنا الصغيرة وأصبحت سيدة شهيرة مرموقة، ولكنها ظلت حافظة لجميل أستاذها العظيم "عزيز عيد" حتى مات).
- تضمن الكتاب بعض الآراء الشخصية التى كتبت جزافا ومع ذلك فقد كتبت وكأنها حقائق مسلم بها!!، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر ماجاء فى الفصل الخاص بسلطانة الطرب/ منيرة المهدية ص327 بالجزء الأول (ركز عبد الوهاب على ألحان دوره لتناسبه، فبدأ نجمه فى الصعود، وعلى العكس كان تلحينه غير مناسب لصوت منيرة المهدية فبدأ نجمها فى الأفول، وقد أدى ذلك إلى إختفاء منيرة المهدية عشرين عاما)!!، وهكذا نرى أن الكاتب قد أرجع إنهيار مملكة "منيرة المهدية" إلى سبب واحد فقط وهو ألحان محمد عبد الوهاب!!، ولم يدخل فى حساباته قانون الزمن وتغير الذوق العام وظهور كوكب الشرق/ أم كلثوم مثلا. وكذلك يستمر الكاتب فى إصدار أحكامه التعسفية حينما يقرر فى ص206 بالجزء الأول (كان الريحانى أقدر على الفكاهة من الكسار وأرحب خيالا)!!، وبالطبع - وطبقا لتاريخ ميلاده - لم تتح له الفرصة لمشاهدة عروض كل منهما ليصدر هذا الحكم التعسفى، وأيضا لم يذكر لنا مصدر هذه المعلومة!!، وإن جاء بنفس الجزء فى ص274 ما يؤكد عدم دقة هذا الرأى وذلك من خلال تلك المقارنة التى قام بعقدها بينهما الممثل الكبير/ "دينى دينيس" (أستاذ زكى طليمات) حيث كتب: (الريحانى ممثل موهوب لكنه يحذق صناعة التمثيل، ولكننى أرى الكسار أكثر من هذا... فهذا الممثل قد أودعت فيه الفطرة موهبة الحضور المسرحى...لقد كان الكسار فى آدائه طبيعيا وبسيطا وتلقائيا، وأرانى منجذبا إليه وكأنى مشدود إليه بقوة مغناطيسية... ويتميز "الكسار عن "الريحانى" بالقدرة على الإرتجال على خشبة المسرح).
- الفصل الخاص بعميد المسرح العربى "يوسف وهبى" بالجزء الثانى لم يتناول تلك الصعاب والمعوقات التى واجهته أثناء مسيرته الفنية، وكذلك لم يوضح مسيرة وأهم أعمال فرقة "رمسيس" – والتى تعتبر بلاشك من كبرى الفرق المسرحية بالوطن العربى – ولكن للأسف تم التركيز فيه فقط على بعض المغامرات العاطفية، مع ذكر بعض الوقائع التى قد تدينه ولا علاقة لها بالمسرح، مثل مشاركته فى حادثة الشغب بمدرسة "السعيدية" وقيامه بتقطيع خراطيم الحريق تمهيدا لإحراق صوان الإمتحان، ثم رسوبه بمدرسة "الجمعية" التى نقل إليها رغم قيامه بمغامرة سرقة أسئلة الإمتحان، وكذلك فصله من مدرسة "مشتهر الزراعية" بسبب إضطراره إلى السرقة لإنقاذ عشيقته!!، كذلك تضمن الفصل وقائع إتهامه بالقتل مرتين وكانت الأولى بسبب إقامته بمنزل عاهرة، وأيضا تفاصيل قيامه بالتزوير للإلتحاق بمعهد "أومانيتاريا" بإيطاليا، ولاأعلم مدى أهمية سرد هذه الوقائع بالنسبة لإيضاح دور رائد من "صناع المسرح المصرى"!!.
- الصور بهذا الإصدار والتى تشغل مساحة أكثر من 85%، والتى تم فرد أغلبها على صفحتين لمجرد شغل المساحة الفراغة قد أضعفت كثيرا من مستواه الفنى، ليس فقط لعدم وضوحها لسؤ الصور المنقولة من بعض المطبوعات، ولكن لعدم إرتباطها بالموضوعات، ومن النماذج الصارخة لذلك بالجزء الأول نشر صورتين لفرخة وأسد ص273 عند الحديث عن نظرية "زكى طليمات" بضرورة الإستفادة من سلوكيات الحيوانات!!، وكذلك نشر العديد من الصورالمقحمة بالفصل الخاص بالمخرج المسرحى/ عزيز عيد، ومن بينها على سبيل المثال: صور فيلم "أوديب الملك" لبازولينى، وصورة "أورسون ويلز" فى ماكبث، وصورة للفيلم الروسى "هاملت"، وصورة محمد عبد الوهاب ومحمد عبد القدوس فى أحد الأفلام، وصورة للعرض العراقى "عطيل"، وصورة لكوكلان فى المتحذلقات!! ، وذلك بخلاف نشر العيد من الصور الشخصية كل منه على صفحة كاملة لكل من : برنارد شو، سارة برنار، إسكندر فرح، سلامة حجازى، منيرة المهدية، روز اليوسف، إبراهيم رمزى، أمين صدقى، فاطمة رشدى، زكى رستم، حسين رياض، مختار عثمان، نجمة إبراهيم، سراج منير، عبد الوارث عسر، محمود المليجى، أنور وجدى، مارى منيب، يحيى شاهين، المطرب/محمد فوزى، وبالتالى فقد تم شغل مساحة عشرين صفحة كاملة بلا مبرر، خاصة وإن أغلبهم لم يأت ذكره إطلاقا!!، وذلك بخلاف نشر العديد من الصور الأخرى لعدد كبير من الفنانين فى مساحة أقل من الصفحة، لتصبح مساحة الكتابة خمسة صفحات فقط من إجمالى ستة وأربعين صفحة.
وماحدث بالنسبة للفصل الخاص بعزيز عيد قد تكرر مع جميع الفصول، فلا نتعجب حينما نشاهد صورة على صفحتين لتخت "أم كلثوم" بالجزء الخاص بسلامة حجازى، وأيضا لانندهش من نشر صور لعمارة الإيموبيليا، لواجهة دار الأوبرا الملكية، وللبناوير الملكية بها ونحن بصدد الحديث عن "نجيب الريحانى"، وكذلك لانتعجب من نشر صورة لمسجد "السيدة زينب"، وأخرى لمسجد "المرسى أبو العباس" فى صدد الحديث عن "على الكسار"!!، والذى تتضمن الفصل الخاص به صورا أخرى مقحمة للفنانين: دولت أبيض، وزكى طليمات، ومحمد توفيق، وعمر الجيزاوى والتى كتب تعليق عليها (إتخذ من فن الكسار منهجا)!!.
- أسلوب المحرر لايتناسب مع طبيعة تلك الإصدارات، والتى يفضل توظيف الإسلوب العلمى المتأدب بها، والإستفادة بقدرته على سرد الوقائع الفنية والتاريخية بوضوح، بعيدا عن توظيف الصور والجماليات المبالغ بها، ومن بينها على سبيل المثال ما كتبه المحرر عن الفنان/ عزيز عيد بالجزء الأول ص166: ( وبعد ذلك بيومين فقط أغمض عينيه للأبد، ترى هل أغمض عينيه بسبب الإحباط وإحساسه بعدم جدوى الأشياء بعد أن أعطى حياته كلها للمسرح .... أم كانت مجرد لحظة ضعف حقيقية سوف يجتازها فى قبره حينما يغطيه التراب، وحينما يصعد إلى أعلى حيث العدالة الأبدية والمطلقة؟ )، كما كتب بالمقدمة: (حكايات رجالات المسرح الذين صنعوا تاريخه فى بلادنا وشكلوا وجهه ونحتوا ملامحه، لم تكن إلا نوعا من الحفر فى بطن الحديد الصلب، أو فى عمق الصخر الصوان، أو بالرسم على وجه الصحراء وسط عواصف الشتاء ورعوده، أو بالتشكيل على صدر أمواج البحر لحظة هياجه وثورته وقت القيام بالفعل أو بالعمل أو قل ساعة صنعه، صنع ملامحه).
- هذا ونظرا لأن المحرر لم يقم بكتابة كل الفصول بطريقة منهجية متصلة، فإن أسلوبه قد إختلف من فصل لأخر، وقد حاول في بعض الفصول التركيز على بعض الطرائف وتقديمها بإسلوب بسيط في محاولة لإثارة الضحك ومنها على سبيل المثال ما جاء ذكره عن زكريا أحمد فى الجزء الخاص عن الفنان/ جورج أبيض (حين كان جورج يصور فيلم فى باريس كان زكريا أحمد يقوم بالتمثيل وتلحين أغاني الفيلم، وفى الفندق اتصل بجورج وكان جائعا، وأراد أن يقول للكمريرة بأنه جائع ويريد "كام بيضة مقلية" فقال له جورج، قل لها "سلفو بليه دونيه موا أن بيزيه" وقالها، فصفعته على وجهه لأن معناها:"من فضلك إديني بوسة"، وتدخل جورج ليصلح الموقف)، وذلك بخلاف بعض العبارات غير الأدبية كما جاء فى ص40 بالجزء الأول "فإن الطين يزداد بله".
وبعد جميع الملاحظات السابقة هل يمكن أن يصبح هذا الكتاب بأجزائه الثلاث وصفحاته التى تزيد عن ألف وخمسمائة صفحة مرجعا نحرص على إقتنائه بمكتبتنا المسرحية؟، وأن يصبح – وكما جاء بمقدمة الكاتب- ذا فائدة للمتخصصين ؟!، إن الحقيقة تقتضى أن أقرر بإستحالة ذلك، وإننى لابد وأن أحذو فعل أصدقائى من المسرحيين حينما تكالبوا فى البداية على الحصول عليه ثم بمجرد تصفحه عملوا على التخلص منه فى أقرب مكان!!.
وأجدنى مضطرا لأن أهمس فى أذن د.أحمد سخسوخ بنصيحة صادقة وهى أن الكم ليس هو المقياس الحقيقى للإبداع، وإن عليه - وخاصة بعدما حصل على جائزة التفوق فى الآداب هذا العام – مراعاة أى إصدارات يسجل عليها إسمه مهما كانت الإغراءات المادية.
وأخيرا لايسعنى القول إلا بعبارة: "حسبنا الله ونعم الوكيل بمن يستخف بعقولنا ويستبيح إستغفالنا ولايقدر ذلك الدور الهام الذى يجب أن نقوم به كمثقفين أمام تلك التحديات الكثيرة التى تواجهنا".
لقد تذكرت هذه الحقائق الجلية بمجرد تصفحى لتلك الأجزاء الثلاث التى صدرت تحت عنوان "صناع المسرح المصرى" بمناسبة إنعقاد الدورة الثالثة للمهرجان
"القومى للمسرح المصرى"، لقد حرصت فى البداية على إقتناء هذه الأجزاء الثلاث بشدة، وتعجبت من توزيعها مجانا، وقررت الإحتفاء بها والكتابة عنها، وأنا على إقتناع بأننى قد حصلت على صيد ثمين، ولكن للأسف خابت توقعاتى بمجرد تصفحها، ولا أعلم من صاحب قرار الموافقة على إصدارها بهذه الصورة المخزية؟!.
لقد تصدر جميع الأجزاء اسم د.أحمد سخسوخ كمؤلف!، وكنت فى العام الماضى قد طالبته بوصفه المشرف على إصدار الكتاب التذكارى للمهرجان القومى للمسرح المصرى بضرورة أن تتضمن المادة المخصصة بالفنانين المكرمين القائمة الكاملة لأعمالهم، وأن يتم كتابة دراسات نقدية قيمة عن إسهامات كل منهم، وهو مالم يتحقق هذا العام أيضا!!، وأعتقدت خطأ للأسف أنه سوف يبذل قصارى جهده فى هذه الإصدارات، ولكن تبدد أملى وفقدت طموحاتى بمجرد قراءة المقدمة التى كتبها حيث جاء بها: ( ليس هذا كتابا دراسيا أو أكاديميا، إذ راعيت عند كتابته أن يكون سهلا ورشيقا فى غير تخصص ليكون فى متناول القارئ العادى، وفى الوقت نفسه يمكن أن يكون ذا فائدة للمتخصصين ) وأرى أن هذا الكلام به الكثير من المغالطات، ومن بينها مايلى: أولا أن هذا الكتاب يوزع مجانا على المتخصصين فقط والمشاركين فى فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى، وبالتالى لايصل إلى القارئ العادى، ثانيا أن الكتاب بهذه الصورة لايمكن أن يكون ذا نفع للمتخصصين، وحسنا فعل الكاتب حينما أقر بنفسه إحتمالية أن يكون ذا نفع!!، ثالثا إذا كان الناقد والمؤلف المسرحى والأستاذ الأكاديمى والعميد السابق للفنون المسرحية يقر بنفسه أنه لايقوم بتقديم كتاب متخصص أو كتاب أكاديمى فمن ذا الذى نطالبه بعد ذلك بتقديم مثل هذه الإصدارات المتخصصة؟ خاصة وأن الموضوع الذى يتم تناوله هو تاريخ ومسيرة المسرح المصرى الذى لايصح أن نعبث به أو نتعامل معه بمثل هذا الإستهتار.
هذا ويستكمل الكاتب إعترافه بالتقصير فيكتب بالمقدمة: ( وأعترف أن الكتاب بأجزائه الثلاثة الأولى لايحوى بين دفتيه كل الذين شاركوا فى صنع مسرحنا عبر تاريخه، ويرجع هذا فى الواقع إلى إختياراتى الشخصية بما فيها من قصور ذاتى...)، فهل يكفى هذا الإعتراف لتبرير إصدار الأجزاء الثلاثة بهذه الصورة المشوهة ؟؟، إننى أرى خطورة كبيرة من إتخاذ هذا المنهج، فقد نلتمس له العذر وقد يصبح الأمر مبررا إذا قام بإصدار هذه الكتب على نفقته الخاصة، ولم يقم بتحميل تكلفتها للدولة مما يعد إهدارا للمال العام وإستنزافا لأموال دافعى الضرائب.
وإذا كان هناك وعد من الكاتب بإصدار أجزاء تالية، بحثا عن صناع مسرح آخرين!! وهم كثيرون ومعرفون بالطبع، فهل سيكمل مشروعه بنفس الطريقة ودون الإلتزام بمنهج تصنيفى محدد؟، وإذ كان من خلال الأجزاء الثلاث قد وصل إلى الكتابة عن جيل فتحية العسال (فى التأليف) وسمير العصفورى (فى الإخراج)، ود.سمير سرحان (فى النقد) فهل سيرتد إلى الماضى ليتناول إسهامات ألفريد فرج، ونعمان عاشور ومحمود دياب، وميخائيل رومان (فى التأليف)، وإسهامات حمدى غيث، وعبد الرحيم الزرقانى، وكمال ياسين، وأحمد عبد الحليم، وأحمد زكى (فى الإخراج)، وإسهامات د.لويس عوض، ود.رشاد رشدى، ود.إبراهيم حمادة، وفؤاد دوارة، وجلال العشرى، وفاروق عبد القادر (فى مجال النقد)، وجميعهم مجرد نماذج تؤكد مدى القصور فى هذا الكتاب.
وقد كتب المحرر بالمقدمة أيضا: (وأدين بالشكر إلى الفنان/ محمود الهندى الذى قطع رحلة بحث شاقة للعثور على آلاف الصور...من كهوف الماضى البعيد...إيمانا منا بعصر الصورة التى تشارك فى تكوين المعلومة ...وسط كل مغريات التكنوإلكترونية...) وأرى أن هذا الكلام به العديد من المغالطات أيضا لأن عصر الصورة فى عصر المغريات التكنوألكترونية يتطلب أولا ضرورة وضوح معالم الصورة فلا تصبح مجرد أشباح وخيالات كما جاءت بهذه الإصدارات، كما يتطلب بالضرورة إرتباط الصور بالموضوع إرتباطا حقيقيا ولاتصبح الصور مجرد فرصة لشغل المساحات الفارغة بطريقة مقحمة، كذلك لايمكن أن تكون من سمات عصر الصورة إلغاء المعلومة الموثقة أو الشرح الوافى، فهذا بالطبع فهم خاطئ يعود بنا إلى العصر البدائى قبل إستخدام اللغات المكتوبة، إذ يجب أن تتكامل الكلمات مع الصور تكاملا حقيقيا، وبالتالى فإن تقديم هذه الإصدارات بهذه الصورة المشوهة لهو شئ يدعو للأسى حقا، إذ بلغت المساحة المخصصة للكتابة ما يقرب من 210 صفحة فقط من إجمالى عدد الصفحات 1560، وبالتالى تقل النسبة المخصصة للكتابة عن 14% !!.هذا ويجب التوقف أيضا عند عبارة (رحلة بحث شاقة للعثور على آلاف الصورمن كهوف الماضى البعيد) حيث أن جميع هذه الصور لم يمر عليها أكثر من مائة عام، بل إن أغلبها لم يمر عليها أكثر من ثمانين عاما، وأغلبها وإن لم يكن جميعها محفوظة بالمركز القومى للمسرح وأرشيف الصحف القومية.
هذا والجدير بالذكر أن عددا من فصول هذا الكتاب قد سبق للكاتب نشرها ضمن إصدارات مستقلة ومن بينها على سبيل المثال: كرم مطاوع (أكاديمية الفنون 1993)، سعد وهبة (أكاديمية الفنون 1998)، رواد وأساتذة المسرح المصرى المعاصر (أكاديمية الفنون 1998)، توفيق الحكيم (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999)، عبث يوسف إدريس وصلاح عبد الصبور (المركز القومى للمسرح 2001)، نجيب الريحانى (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2002).
ونظرا لخطورة تداول مثل هذه الإصدارات والتى من المفترض أن تصبح مرجعا للأجيال التالية، خاصة وأنها قد صدرت عن جهة رسمية، فإننى أرى ضرورة تسجيل بعض الملاحظات والحقائق النقدية.
ملاحظات و حقائق نقدية:
أولا:- يكشف هذا الكتاب عن ظاهرة سلبية وخطيرة فى حياتنا الثقافية، وهى ظاهرة الجزر المنعزلة لمؤسساتنا الثقافية، كما يثبت ذلك التنافس السلبى فيما بينها، إذ كيف يصدر هذا الكتاب عن طريق بعض المؤسسات الثقافية بوزارة الثقافة وبعيدا عن المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ؟!.
ثانيا:- يكشف هذا الكتاب أيضا عن ظاهرة سلبية أخرى فى حياتنا الثقافية حتى على مستوى المتخصصين، ألا وهى فوضى إستخدام المصطلحات والمسميات، إذ كيف يتسنى كتابة كلمة "تأليف" لكتاب توثيقى عن تاريخ ورواد المسرح المصرى، وهل يمكن القيام بتأليف جديد لتاريخ قديم لم يعاصره الكاتب ؟!، وكان الأجدر بالطبع كتابة إعداد أو توثيق أو صياغة أو مختارات، خاصة وأن أغلب الكتابات قد جاءت على ألسنة بعض الرواد من خلال مذكراتهم.
ثالثا- أن مثل هذه الكتب أو المراجع التى تتناول تاريخ الفنون والمساهمات الإبداعية المختلفة لرواد الفن المسرحى يجب أن تعتمد على معلومات فنية موثقة، ولذلك يكون من الضرورى ذكر المصادر المختلفة للمعلومات.
رابعا- أن مثل هذه الأعمال الموسوعية يفضل أن يشارك فى تحريرها نخبة متخصصة من المؤرخين والنقاد والباحثين، وذلك ليس فقط لتوزيع ذلك الجهد الشاق عليهم، ولكن أيضا لضمان جودة الموضوعات المنتقاة وتكامل المعلومات وحسن الصياغة من خلال تلك المعايير التى يتم الإتفاق عليها أولا.
خامسا- أن مثل هذه الأعمال الضخمة والتى تحمل طموحات - قد تكون مزيفة– يجب أن يتم مراجعتها بدقة من خلال لجنة متخصصة أو أحد كبار المؤرخين، خاصة إذا إضطلع فرد واحد بتحريرها، وذلك مهما كانت ثقافة ودقة هذا الفرد ومهما كانت أسباب تصديه بمفرده لهذا العمل.
سادسا- تتطلب مثل هذه الأعمال لفترات زمنية كافية للإعداد، وبالتالى ليس هناك مبرر لسرعة إصدارها بصورة غير متكاملة بحجة مواكبة أنشطة المهرجان، وكان يمكن فى حالة الضرورة القصوى الإكتفاء بإصدار جزء واحد يتم تدقيقه جيدا بدلا من إصدار ثلاثة أجزاء بهذه الصورة.
سابعا- إذا تتطلب الأمر إصدار هذا العمل فى أكثر من جزء، يكون من الضرورى أولا وضع خطة للعمل، تحدد العدد الإجمالى للأجزاء، وكذلك عدد الفنانين الذين سيتم تناول إسهاماتهم بكل جزء، وأيضا تحديد منهج التصنيف الذى سيتم الإستعانة به، والذى يفضل أن يكون تاريخيا فى مثل هذه الأعمال، وحتى لو تم إختيار المنهج الموضوعى طبقا للمهن المختلفة مثلا فإنه يجب إعداد قوائم مسبقة بمن سوف يشملهم كل جزء من هذا الكتاب.
ثامنا- حينما يكون العنوان المختار " صناع المسرح المصرى"، وليس بعض الصناع يكون من المستحيل إغفال جهود بعض الرواد والفنانين الكبار وعدم تخصيص فصول عن مساهماتهم، ومن بينهم على سبيل المثال: سليم النقاش، يوسف الخياط، سليمان قرداحى، أبو خليل القبانى، إسكندر فرح، يوسف الحداد، وكذلك إذا تم إغفال عددا كبيرا من المبدعين كإستيفان روستى، وحسن البارودى، وفاخر فاخر، وأمينة رزق، وعبد الوارث عسر، وعبدالله غيث، وتوفيق الدقن، وسناء جميل، وغيرهم كثيرين، يكون من الصعب إغفال نخبة من كبار المؤلفين وفى مقدمتهم: بديع خيرى، أمين صدقى، إبراهيم رمزى، أحمد شوقى، عزيز أباظة، على أحمد باكثير، فتحى رضوان، ألفريد فرج، نعمان عاشور، محمود دياب، ميخائيل رومان، عبد الرحمن الشرقاوى، وكذلك نخبة من كبار المخرجين ومن بينهم: حمدى غيث، عبد الرحيم الزرقانى، كمال ياسين، أحمد عبد الحليم، أحمد زكى، عبد المنعم مدبولى، السيد راضى، وأيضا يصعب إغفال جهود نخبة من كبار النقاد من بينهم على سبيل المثال: عبد المجيد حلمى، محمد تيمور، د.لويس عوض، د.رشاد رشدى، د.إبراهيم حمادة، فؤاد دوارة، جلال العشرى، فاروق عبد القادر، فجميعهم قد شاركوا فى إثراء مسيرة المسرح المصرى، وللأسف فقد أفرد الكتاب صفحات لمن هم أقل موهبة وإبداعا وأيضا أقل مشاركة على مستوى الكم.
تاسعا- يتضمن هذا الكتاب عددا كبيرا من الصور، وهذا فى حد ذاته قد يكون مفيدا فى حالة إرتباط الصور بالموضوعات، وفى حالة أن تكون الصور واضحة المعالم ومطبوعة بحالة جيدة، ولكن للأسف فقد جاءت الصور سيئة للغاية خاصة بعد تكبير كل صورة لتطبع على صفحتين!!، وللأسف فقد كانت هذه الصور فى أحيان كثيرة بعيدة كل البعد عن الموضوع، وأشهر نماذج لذلك صور الأفلام، وكذلك صور بعض الأماكن أو صور الشخصيات المكررة فى كل الفصول.
عاشرا- جاءت المادة التحريرية وكأنها مجرد تجميع لبعض النوادر الشخصية، فلم يتضمن الفصل الخاص عن أى رائد من الرواد المسرحيين القائمة الكاملة لأعماله وإسهاماته الفنية، أو تحليل نقدى لأهمية هذه الإسهامات، أو بيان لإسلوبه الفنى ومراحل تطوره الفنية، ولكن المادة المنشورة تضمنت فقط شذرات من هنا وهناك بغير منهج محدد أو رابط بينها.
- وأخيرا فإن هذا الكتاب يعتبر خدعة أدبية وأكذوبة فنية، وأطالب بمصادرته لما فيه من تشويه لتاريخنا الفنى والمسرحى، وحتى لايصبح وثيقة مشوهة فى أيدى الأجيال التالية، ولعل تلك الأمثلة التطبيقية التالية توضح خطورة مثل تلك الإصدارات.
أمثلة تطبيقية:
الأمثلة التطبيقية على تلك الملاحظات النقدية التى سبق ذكرها كثيرة ويحفل بها الكتاب بجميع فصول أجزائه الثلاثة، ويستطيع القارئ المتصفح له أن يكتشفها بسهولة، وخاصة فيما يتعلق بتضخم مساحة الصور على حساب المادة التحريرية، وكذلك سؤ طباعة الصور وعدم وضوحها نظرا للمبالغة فى تكبير كل منها لتشغل صفحتين!!، ونظرا لكثرة وتكرار الأخطاء سوف أكتفى هنا بإيجاز بعضها كنماذج فقط، على أن أقوم بنشرها كاملة إذا تطلب الأمر ذلك.
_ المقدمة التى شغلت أربعة عشر صفحة بدأها الكاتب بالحديث عن "سلامة حجازى"، ثم انتقل للحديث عن "جورج أبيض"، ثم عن "نجيب الريحانى"، ليقفز بعد ذلك للحديث عن "كرم مطاوع"!!، ويعود مرة أخرى للحديث عن "فاطمة اليوسف" و"فاطمة رشدى" و"بديعة مصابنى" و"على الكسار" ليقفز مرة أخرى إلى"فتحية العسال"!!، ويكرر العودة مرة ثالثة إلى النصف الأول من القرن العشرين ليتحدث عن "عزيز عيد"، و"جورج أبيض"، ومن بعدهما يوسف وهبى ليقفز مرة ثالثة للحديث عن "نجيب سرور"، وليرتد إلى الماضى مرة أخرى بعد ذلك ليتحدث عن "سيد درويش"!!، وهكذ نجد كلاما مسترسلا بلا رابط موضوعى أو منهجا فكريا.
- اشتملت المقدمة على العديد من الصور التى لاترتبط بالموضوع بأى صلة حيث لم يأت أى ذكر لأصحابها ومن بينها على سبيل المثال صورة كل من: أمين عطاالله، فؤاد سليم، توفيق دياب، الممثل/ مصطفى نديم، حبيب جاماتى، وأيضا صورتين للفناناتين/ أمينة رزق وسناء جميل، وكذلك تم نشر بعض الصور دون أى مبرر منطقى، وذلك للعمارات الخديوية، ولمسرحية العشرة الطيبة (إنتاج عام 1960)، ولإجتماعات العاملين بالمسرح، ولشعار منظمة "اليونسكو" !! ، كما اشتملت المقدمة على صور مقحمة إقحاما واضحا ومثال لها صور كل من الفنانين: تحية كاريوكا، سامية جمال، ببا عزالدين، صفية حلمى، إسماعيل ياسين، فريد الأطرش، وذلك لمجرد ذكر أسمائهم بإعتبارهم قد تخرجوا من مدرسة "بديعة مصابنى" !!، وأيضا تم نشر صور لكل من: عباس محمود العقاد، وكامل الشناوى، ومصطفى أمين، والرسام/صاروخان، ولغلاف مجلة روز اليوسف لمجرد ذكر أن الفنانة/ فاطمة اليوسف قد قامت بإصدار مجلة "روز اليوسف" التى عمل بها كل منهم !!، وذلك بخلاف نشر صورة الكاتب/ المحرر د.أحمد سخسوخ مع الإهداء وبالمقدمة ومع قائمة أعماله، ثلاثة صور مكررة ومقررة مع كل جزء!!.
- التعليقات التى كتبت مع الصور بها العديد من المغالطات، وأرى أنه كان من الأفضل فى هذه الحالة عدم كتابة تعليقات، ومن بين العديد من الأمثلة ما يلى: بالجزء الأول ص375 نشرت صورة المؤلف المسرحى "محمد دوارة" وكتب خطأ إسم "محمد عثمان"!!، ص427 نشرت صورة لمسرحية "إيزيس" من إنتاج الفرقة المصرية الحديثة (المسرح القومى) عام 1956 وكتب خطأ "العشرة الطيبة"!!، (وتكرر نفس الخطأ بالجزء الثانى ص166!!)، ص482 نشرت صورة من عرض "آه ياليل ياقمر" إنتاج مسرح الحكيم عام 1967 وكتب خطأ "أيوب وناعسة" من عروض المسرح الشعبى!!، وبالجزء الثالث ص30 نشرت صورة المخرج السنيمائى/ أحمد كامل مرسى وكتب خطأ إسم الكاتب/ أحمد بهجت!!، وبالجزء الثاني ص199 نشرت صورة لزينب صدقي كتب خطأ بديعة ماصبني، وكذلك بالجزء الثالث ص266 نشرت صورة لكرم مطاوع مع دلال عبدالعزيز، وكتب خطأ كرم مطاوع مع مارجريت الإيطالية، كذلك ص307 نشرت صورة كتب خطأ اسفلها ميخائيل رومان في شبابه وهي بعيدة كل البعد عنه.
- تتضمنت الأجزاء الثلاث بعض الأخطاء التى يجب تصويبها ومن بينها على سبيل المثال: ص68 بالجزء الأول حيث كتب (إنفصل سليمان قرداحى عن أبى خليل القبانى، وكون فرقة خاصة عمل بها الشيخ سلامة حجازى ...) والصواب إنفصل "إسكندر فرح" وليس سليمان قرداحى ، وكذلك جاء بالجزء الأول أيضا ص158 ( ولأنه عزيز عيد فإن فاطمة اليوسف تسجل صرختها فى مذكراتها قائلة:إنه فى حاجة إلى الكتابة عنه، فتاريخه يكاد يندثر، وتلامذته الباقون على قيد الحياة يذكرون كل شئ إلا عزيز..)، والحقيقة أن القديرة/ فاطمة اليوسف حينما نشرت مذكراتها تحت عنوان "ذكريات" جاء بها عند الحديث عن بعض الأزمات التى تعرض لها "عزيز عيد": (أما تلاميذه فإنهم لم ينسوا الفن أبدا، ولم يتخلوا عن أستاذهم قط، بل إلتفوا حوله يفتشون جيوبهم، ويجمعون قروشهم وملاليمهم، ليقتسموها جميعا بالعدل والقسطاس وليواجهوا أياما أخرى من الفقر والحرية)، كما جاء بموقع آخر من مذكراتها فى إحدى معارك "عزيز" العنيفة ترك فرقة "جورج أبيض" وتركها معه تلاميذه جميعا، الذين إلتفوا حوله يرسمون معه الخطط والمشروعات)، وأيضا جاء بموقع آخر عند الحديث عن الفنانة/ فاطمة رشدىتقدمت الأيام بفتاتنا الصغيرة وأصبحت سيدة شهيرة مرموقة، ولكنها ظلت حافظة لجميل أستاذها العظيم "عزيز عيد" حتى مات).
- تضمن الكتاب بعض الآراء الشخصية التى كتبت جزافا ومع ذلك فقد كتبت وكأنها حقائق مسلم بها!!، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر ماجاء فى الفصل الخاص بسلطانة الطرب/ منيرة المهدية ص327 بالجزء الأول (ركز عبد الوهاب على ألحان دوره لتناسبه، فبدأ نجمه فى الصعود، وعلى العكس كان تلحينه غير مناسب لصوت منيرة المهدية فبدأ نجمها فى الأفول، وقد أدى ذلك إلى إختفاء منيرة المهدية عشرين عاما)!!، وهكذا نرى أن الكاتب قد أرجع إنهيار مملكة "منيرة المهدية" إلى سبب واحد فقط وهو ألحان محمد عبد الوهاب!!، ولم يدخل فى حساباته قانون الزمن وتغير الذوق العام وظهور كوكب الشرق/ أم كلثوم مثلا. وكذلك يستمر الكاتب فى إصدار أحكامه التعسفية حينما يقرر فى ص206 بالجزء الأول (كان الريحانى أقدر على الفكاهة من الكسار وأرحب خيالا)!!، وبالطبع - وطبقا لتاريخ ميلاده - لم تتح له الفرصة لمشاهدة عروض كل منهما ليصدر هذا الحكم التعسفى، وأيضا لم يذكر لنا مصدر هذه المعلومة!!، وإن جاء بنفس الجزء فى ص274 ما يؤكد عدم دقة هذا الرأى وذلك من خلال تلك المقارنة التى قام بعقدها بينهما الممثل الكبير/ "دينى دينيس" (أستاذ زكى طليمات) حيث كتب: (الريحانى ممثل موهوب لكنه يحذق صناعة التمثيل، ولكننى أرى الكسار أكثر من هذا... فهذا الممثل قد أودعت فيه الفطرة موهبة الحضور المسرحى...لقد كان الكسار فى آدائه طبيعيا وبسيطا وتلقائيا، وأرانى منجذبا إليه وكأنى مشدود إليه بقوة مغناطيسية... ويتميز "الكسار عن "الريحانى" بالقدرة على الإرتجال على خشبة المسرح).
- الفصل الخاص بعميد المسرح العربى "يوسف وهبى" بالجزء الثانى لم يتناول تلك الصعاب والمعوقات التى واجهته أثناء مسيرته الفنية، وكذلك لم يوضح مسيرة وأهم أعمال فرقة "رمسيس" – والتى تعتبر بلاشك من كبرى الفرق المسرحية بالوطن العربى – ولكن للأسف تم التركيز فيه فقط على بعض المغامرات العاطفية، مع ذكر بعض الوقائع التى قد تدينه ولا علاقة لها بالمسرح، مثل مشاركته فى حادثة الشغب بمدرسة "السعيدية" وقيامه بتقطيع خراطيم الحريق تمهيدا لإحراق صوان الإمتحان، ثم رسوبه بمدرسة "الجمعية" التى نقل إليها رغم قيامه بمغامرة سرقة أسئلة الإمتحان، وكذلك فصله من مدرسة "مشتهر الزراعية" بسبب إضطراره إلى السرقة لإنقاذ عشيقته!!، كذلك تضمن الفصل وقائع إتهامه بالقتل مرتين وكانت الأولى بسبب إقامته بمنزل عاهرة، وأيضا تفاصيل قيامه بالتزوير للإلتحاق بمعهد "أومانيتاريا" بإيطاليا، ولاأعلم مدى أهمية سرد هذه الوقائع بالنسبة لإيضاح دور رائد من "صناع المسرح المصرى"!!.
- الصور بهذا الإصدار والتى تشغل مساحة أكثر من 85%، والتى تم فرد أغلبها على صفحتين لمجرد شغل المساحة الفراغة قد أضعفت كثيرا من مستواه الفنى، ليس فقط لعدم وضوحها لسؤ الصور المنقولة من بعض المطبوعات، ولكن لعدم إرتباطها بالموضوعات، ومن النماذج الصارخة لذلك بالجزء الأول نشر صورتين لفرخة وأسد ص273 عند الحديث عن نظرية "زكى طليمات" بضرورة الإستفادة من سلوكيات الحيوانات!!، وكذلك نشر العديد من الصورالمقحمة بالفصل الخاص بالمخرج المسرحى/ عزيز عيد، ومن بينها على سبيل المثال: صور فيلم "أوديب الملك" لبازولينى، وصورة "أورسون ويلز" فى ماكبث، وصورة للفيلم الروسى "هاملت"، وصورة محمد عبد الوهاب ومحمد عبد القدوس فى أحد الأفلام، وصورة للعرض العراقى "عطيل"، وصورة لكوكلان فى المتحذلقات!! ، وذلك بخلاف نشر العيد من الصور الشخصية كل منه على صفحة كاملة لكل من : برنارد شو، سارة برنار، إسكندر فرح، سلامة حجازى، منيرة المهدية، روز اليوسف، إبراهيم رمزى، أمين صدقى، فاطمة رشدى، زكى رستم، حسين رياض، مختار عثمان، نجمة إبراهيم، سراج منير، عبد الوارث عسر، محمود المليجى، أنور وجدى، مارى منيب، يحيى شاهين، المطرب/محمد فوزى، وبالتالى فقد تم شغل مساحة عشرين صفحة كاملة بلا مبرر، خاصة وإن أغلبهم لم يأت ذكره إطلاقا!!، وذلك بخلاف نشر العديد من الصور الأخرى لعدد كبير من الفنانين فى مساحة أقل من الصفحة، لتصبح مساحة الكتابة خمسة صفحات فقط من إجمالى ستة وأربعين صفحة.
وماحدث بالنسبة للفصل الخاص بعزيز عيد قد تكرر مع جميع الفصول، فلا نتعجب حينما نشاهد صورة على صفحتين لتخت "أم كلثوم" بالجزء الخاص بسلامة حجازى، وأيضا لانندهش من نشر صور لعمارة الإيموبيليا، لواجهة دار الأوبرا الملكية، وللبناوير الملكية بها ونحن بصدد الحديث عن "نجيب الريحانى"، وكذلك لانتعجب من نشر صورة لمسجد "السيدة زينب"، وأخرى لمسجد "المرسى أبو العباس" فى صدد الحديث عن "على الكسار"!!، والذى تتضمن الفصل الخاص به صورا أخرى مقحمة للفنانين: دولت أبيض، وزكى طليمات، ومحمد توفيق، وعمر الجيزاوى والتى كتب تعليق عليها (إتخذ من فن الكسار منهجا)!!.
- أسلوب المحرر لايتناسب مع طبيعة تلك الإصدارات، والتى يفضل توظيف الإسلوب العلمى المتأدب بها، والإستفادة بقدرته على سرد الوقائع الفنية والتاريخية بوضوح، بعيدا عن توظيف الصور والجماليات المبالغ بها، ومن بينها على سبيل المثال ما كتبه المحرر عن الفنان/ عزيز عيد بالجزء الأول ص166: ( وبعد ذلك بيومين فقط أغمض عينيه للأبد، ترى هل أغمض عينيه بسبب الإحباط وإحساسه بعدم جدوى الأشياء بعد أن أعطى حياته كلها للمسرح .... أم كانت مجرد لحظة ضعف حقيقية سوف يجتازها فى قبره حينما يغطيه التراب، وحينما يصعد إلى أعلى حيث العدالة الأبدية والمطلقة؟ )، كما كتب بالمقدمة: (حكايات رجالات المسرح الذين صنعوا تاريخه فى بلادنا وشكلوا وجهه ونحتوا ملامحه، لم تكن إلا نوعا من الحفر فى بطن الحديد الصلب، أو فى عمق الصخر الصوان، أو بالرسم على وجه الصحراء وسط عواصف الشتاء ورعوده، أو بالتشكيل على صدر أمواج البحر لحظة هياجه وثورته وقت القيام بالفعل أو بالعمل أو قل ساعة صنعه، صنع ملامحه).
- هذا ونظرا لأن المحرر لم يقم بكتابة كل الفصول بطريقة منهجية متصلة، فإن أسلوبه قد إختلف من فصل لأخر، وقد حاول في بعض الفصول التركيز على بعض الطرائف وتقديمها بإسلوب بسيط في محاولة لإثارة الضحك ومنها على سبيل المثال ما جاء ذكره عن زكريا أحمد فى الجزء الخاص عن الفنان/ جورج أبيض (حين كان جورج يصور فيلم فى باريس كان زكريا أحمد يقوم بالتمثيل وتلحين أغاني الفيلم، وفى الفندق اتصل بجورج وكان جائعا، وأراد أن يقول للكمريرة بأنه جائع ويريد "كام بيضة مقلية" فقال له جورج، قل لها "سلفو بليه دونيه موا أن بيزيه" وقالها، فصفعته على وجهه لأن معناها:"من فضلك إديني بوسة"، وتدخل جورج ليصلح الموقف)، وذلك بخلاف بعض العبارات غير الأدبية كما جاء فى ص40 بالجزء الأول "فإن الطين يزداد بله".
وبعد جميع الملاحظات السابقة هل يمكن أن يصبح هذا الكتاب بأجزائه الثلاث وصفحاته التى تزيد عن ألف وخمسمائة صفحة مرجعا نحرص على إقتنائه بمكتبتنا المسرحية؟، وأن يصبح – وكما جاء بمقدمة الكاتب- ذا فائدة للمتخصصين ؟!، إن الحقيقة تقتضى أن أقرر بإستحالة ذلك، وإننى لابد وأن أحذو فعل أصدقائى من المسرحيين حينما تكالبوا فى البداية على الحصول عليه ثم بمجرد تصفحه عملوا على التخلص منه فى أقرب مكان!!.
وأجدنى مضطرا لأن أهمس فى أذن د.أحمد سخسوخ بنصيحة صادقة وهى أن الكم ليس هو المقياس الحقيقى للإبداع، وإن عليه - وخاصة بعدما حصل على جائزة التفوق فى الآداب هذا العام – مراعاة أى إصدارات يسجل عليها إسمه مهما كانت الإغراءات المادية.
وأخيرا لايسعنى القول إلا بعبارة: "حسبنا الله ونعم الوكيل بمن يستخف بعقولنا ويستبيح إستغفالنا ولايقدر ذلك الدور الهام الذى يجب أن نقوم به كمثقفين أمام تلك التحديات الكثيرة التى تواجهنا".
الخميس مايو 26, 2011 2:12 am من طرف الكينج
» عزاء واجب
الخميس مايو 26, 2011 2:10 am من طرف الكينج
» * تستعد فرقه المسرحجيه لعرض مسرحيه طريق الخلاص اعداد واخراج عادل جمعه *
الأحد أبريل 03, 2011 12:47 am من طرف الكينج
» المخرج عادل جمعه
السبت أبريل 02, 2011 3:23 am من طرف الكينج
» لحظات فى عيون شهداء 25 يناير بقلم / حسين محمود
الأحد مارس 06, 2011 1:06 am من طرف الكينج
» سجين نفسى (( اهداء للصحافة الاعلام المصرى ))
الأحد مارس 06, 2011 1:04 am من طرف الكينج
» يوم الثورة
الأحد مارس 06, 2011 1:01 am من طرف الكينج
» .. الخلطة السرية للوصل الى الديمقراطية
الأحد مارس 06, 2011 12:59 am من طرف الكينج
» النقد المسرحى و مسرح الهواة
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:57 pm من طرف الكينج
» «مملكة النمل».. يكشف القضية الفلسطينية
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:50 pm من طرف الكينج
» مسرح الهواة.. الاستراتيجية والمنهج
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:47 pm من طرف الكينج
» الشافعي يعيد "جمال عبد الناصر" مع "عشاق النيل"!
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:42 pm من طرف الكينج
» حاليا على مسرح قصر ثقافة السلام
الأربعاء ديسمبر 22, 2010 12:14 am من طرف الكينج
» حصرياً - فيلم الكوميديا الرائع ( سمير وشهير وبهير ) نسخه جديده ts.hq أفضل وضوح - بحجم 200 ميجا - وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 4:04 pm من طرف الكينج
» بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:57 pm من طرف الكينج
» بإنفراد : نجم الكوميديا الأول أحمد حلمى و فيلم العيد الرهيب بلبل حيران . بجودة High CAM وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر .
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:54 pm من طرف الكينج
» حصريا .. أحدث ألعاب كرة القدم والتاكتيك . Fifa Manager 2011 بمساحة 2.4 جيجا فقط على أكثر من سيرفر
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:49 pm من طرف الكينج
» لعبة المتعة والاثارة .. Creatures Exodus نسخة فل ريب بمساحة 170 ميج فقط ..
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:46 pm من طرف الكينج
» لعبة الاكشن والمغامرات الرائعة :: Alien Breed 3 Descent Repack :: مضغوطة بحجم 353 ميجا فقط
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 3:42 pm من طرف الكينج
» مسرح الهواة
الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 12:59 am من طرف الكينج